صدى الشعب – كتب د. محمد يوسف أَبو عمارة
كَيفَ سَيَكون الصَّباح ؟ لِمَن سَتُدَندِنُ الآلات الموسيقِيَّة وتَتَراقَص الطّيور في الجَو وتَتَمايَل الوَردات عَلى أَغصانها ؟
كَيفَ سَنَبدَأ نَهارانا؟ وكَيفَ سَنستَلِذّ بِطَعمِ القَهوة الصَّباحِيَّة التي تشعر أَنّ طَعمها لا يَكتَمِل إِلّا بِصَوتِ فَيروز.. فالقَهوَة بِدون صَوت فَيروز كاللَّوحَة بِدون أَلوان ..
هَل كُنّا سَنُراقِب (تَكّات السّاعَة) التي نَرى فيها المَحبوب الذي نَنتَظِره أَم هَل كُنّا سَنَنشغل بــ (حنّا السكران) الذي لا يَمِل مِن الجُلوس خَلف الدُّكان ولا يَمِلّ مِن مُراقَبة بِنت الجيران أَم كانَ (صَوت الطّاحون) سيهدَأ وسَيَسكُت عَلى كذب المي!
هَل سَنَبحَث عَن زهر البيلسان وقَلعَة بعَلبَك ؟ أَعتَقِد أَنّ فَلسَفَة الوَقت سَتَختفي مِن الوُجود وأَنّ العَديد مِن الجَماليّات التي لَفَتَت انتباهنا لَها فَيروز سَتَبقى مَجهولة دونَ نِقاش…
وهَل سَيستوقفنا (جِسر اللّوزيّة) ؟ و(شَهر أَيلول) هَل سَنُعيد النَّظَرَ فيه؟ وهَل سَنُصغي السَّمع لِهَدير البوسطة؟.. لا أَدري ولكنّي أَعتَقِد أَنّ الصَّباح سَيكون مُظلِمًا دونَ فَيروز صوتها كَلمات أَغانيها فَلسفتها..
والغَريب بالعلاقة بَيني وبَينَ فَيروز هُوَ عِشق مُستَمِر فَفي كُل مَرّة أَستَمِع فيها لِنَفسِ الكَلِمات أُحِسّ بأَنّني أَسمعها لِأَوّل مَرّة.. أُسافِر فيها ، أُحَلِّق لِما وَراء الكَلِمات وأَتَعمَّق في كُلّ مفردة ، أهيم في الموسيقى، أَقفِز عَلى الأَوتار وأَتألَّم مِن ضَرب الطَّبل وأَهتَزّ مَع كُلّ هَزّة للدَفّ.. فالبِدايات دائِمًا جَميلَة لذلك تَبقى عَلاقتي مَعها دومًا بِدايات لا نِهاياتَ لَها وأَقتَبِس مِن فَلسفتها…
بيقولوا الحب بيقتُل الوقت ..
وبيقولوا الوقت بيقتُل الحبّ ..
يا حبيبي تَعَا تَ نْروحْ ..
قبل الوقت وقبل الحبّ ..
فَأَنا مَع فَيروز دَومًا قَبلَ الوَقت وقَبلَ الحُبّ .. عَزيزتي فَيروز سيّدتي جَميلتي أُعذريني لأَنّني لَن أَتَخيّل مَرَّة أُخرى أَنّ الكَون يَخلو منك لأنّني مَحظوظ كَما غَيري بوجودك في عالمنا فَأَنا أُحبّك لِدَرجة أَنّني (أَنسى النَّوم) وسَأَبقى (أعطيك النّاي) ما حَيَيت لِتُغنّي وتُغنّي وتُغنّي ..
ولِتَعلَمي أَنّ الهَوا (لا ينسّم) إِلا مَع صَوتك وأَنّ النّاس لا (يَسأَلوني إِلّا عَنك).. وسَأَبقى ما حَيَيت أُحَمِّل (مِرسال المَراسيل) كُلّ قُلوب الحُبّ لَك.. وكُلّ رَسائِل الشَّوق لَك..
وسَأَعيش عَلى أَمَل ” لَفتة مِن بعيد بتِكفيني وقَلبي إلك عَلى طول “
وعِندَ تَهادي صوتك لِمسامعي .. يُصبح ” في ناس كتير لكن بيصير مافي غيرو”
وعِندما أَراكِ ” بيوقع منّي الكاس وحدي اللّي بشوفك مِن هالنّاس”
صَباحك يا فَيروزتي جَميل بَل كُلّ الجَمال … وأَقول خِتاماً..
يِسْعِد صَبَاحك يا حلو .. يسْعِد مكان بتنزلو ..
لمّا النسيم بيزورِنا عنّك يا ولفي منسألو ..