لن تكون مهمة حكومة الدكتور بشر الخصاونة سهلة، فأمامه تحديات كبيرة، على مستوى الخدمات العامة، وعلى مستوى مواجهة تحدي فايروس كورونا، وعلى مستوى الاقتصاد، والأهم على مستوى الثقة العامة بين المواطن والحكومة.
إن ما ستقوم به الحكومة في مواجهة التحديات لن يكون سحراً وعلاجاً سريعا للمشكلات، بل إن بعضها يحتاج لسنوات لكي نتخلص منه، لكن الحكومة بالضرورة سوف تعيد تعريف التحديات وتواجه ما امكن مواجهته.
ليس عيباً أن يقدم د. بشر الخصاونة اعترافا امام المواطن الأردني بأن الواقع صعب، وان التحديات كبيرة، بالعكس فهذه واقعية سياسية تكون أفضل من رمي الوعود وطرح الأفكار النظرية التي لا يمكن تطبيقها.
لكن وسط ركام التحديات، لدى الحكومة قدرات وامكانيات كبيرة في توظيف المنجز الوطني والخبرة التي تشكلت عبر السنوات في سبيل استعادة الثقتة العامة بالمواطن الذي انهكته الوعود والافكار النظرية.
لطالما تحدثنا عن الزراعة وعن فرصة النهوض بها، وها نحن اليوم ننتظر من الحكومة أطرا وافكارا قابلة للتنفيذ، ولطالما تحدثنا عن فرص للصناعات وخاصة في قطاع الادوية، وفي المقابل فشلنا في ثني الشباب عن التوسع في دراسة تخصصات جامعية بعينها تشكل مخزونا كبيراً من البطالة والرعب الاجتماعي.
نعم هناك تحديات في الطاقة والاقتصاد الحرفي والزراعة والتعليم العالي وفي الثروة الحيوانية وفي التعدين، ولكنها ليست نهائية ويمكن ان تشكل في بعض جوانبها فرصة للتغيير المنشود والذي يريده الملك من الحكومات.
لقد قابلت الحكومات دوماً تذمر الناس بالتبريرات التي لا تمت للواقع بصلة، وحاولت بعضها الذهاب للميدان، وبعضها رمت بافكار كبرى ومبادرات جيدة لكنها غير قابلة للتطبيق، كل هذا حدث في ظل ارتفاع الدين العام وتنامي فجوة الفقر والبطالة وزيادة فجوة الثقة وتراجعها عبر مسار طويل من الزمن.
لا سبيل اليوم للنهوض إلا بالصناعة والزراعة، ودعم البحث العلمي بشكل جاد، ورفض التوسع في القبولات التعليمية النظرية والتوجه للتعليم المهني وتعديل صورة سوق العمل البشعة في الحرف، التي لا تمت للمعرفة العلمية الصناعية بأي صلة.