صدى الشعب – همست (عصفورة الكواليس) بحكاية لا تقل غرابة عن أفلام التشويق، وقعت قبل أسبوعين داخل إحدى المؤسسات الحكومية في عمّان، وللعلم هي ذاتها (مؤسسة أم عباس للسحر والحجابات).
الحكاية بدأت حين دخلت سيدة تحمل مغلّفًا أبيض كالثلج، وسألت الموظفين: (لقيت هذا المغلّف؟) ليتحول المكتب إلى مسرح للدهشة والريبة، إلا أن المسؤول لم يتردّد وأمر بفتحه، فإذا به تهديد صريح موجّه لإحدى الموظفات، فورًا فُتح التحقيق… لكن التحقيق الحقيقي كان على وجوه الموظفين أنفسهم!
العصفورة التي روت القصة لم تُخفِ دهشتها من نظافة المغلّف النموذجية بـ (يلُق لّق)، لا غبار، لا بصمات أقدام، ولا حتى أثر مخالب قطة مشردة! فكيف وُجد على باب مؤسسة مقطوعة لا يمرّ بها إنس ولا جان إلا بمركبة؟ ومن هي تلك السيدة المنقذة التي حملته بكل أريحية إلى الداخل وكأنها تعرف تماماً أين تضعه؟
والأدهى أن المؤسسة ذاتها ليست غريبة عن الحكايات الغامضة؛ فقبل فترة وُجدت فيها حجابات وسحر تبيّن لاحقاً أنها لعبة مفتعلة، واليوم يعود المشهد لكن ببطاقات تهديد مصقولة ومسرحيات نظيفة كالماء الزُلال!
السؤال هنا ليس عن المغلّف فقط، بل عمّا يُحاك داخل هذه المؤسسة: من يفتعل هذه الألاعيب؟ ومن المستفيد من بثّ الرعب والفوضى؟ وهل الوزير على علم بما يجري أم أنّ ما يصل إلى مكتبه مجرد “تقرير ملوّن” مطمئن، بينما الواقع يتكدّس بالخفايا؟
العصفورة تختم بسخرية مرّة: المغلّف قد يكون بلا غبرة… لكن يبدو أن رائحة اللعبة أقوى من أن تُخفى..






