صدى الشعب – كتبت: آلاء سلهب التميمي
تصريح جديد يكشف فيه حجم الغطرسة الاستعمارية والمطامع التوسعية، خرج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعلن أنه في “مهمة تاريخية وروحية”، متحدثًا عن ما أسماه “رؤية إسرائيل الكبرى” التي تشمل وفق مزاعمه التلمودية الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من الأردن ولبنان وسورية ومصر.
وهذا الخطاب ليس جديدًا على قادة الاحتلال الذين بنوا كيانهم على الأوهام والأساطير الملفقة، لكن ما يجب أن يعلمه نتنياهو ومن يقف خلفه، أن الأردن لم ولن يكون يومًا أرضًا سائبة أو ورقة في لعبة أطماعهم.
وأرضنا خُضبت بدماء الشهداء، وحماها جيش عربي هاشمي وقف في وجه الغزاة منذ فجر الدولة، ولن يسمح لأي يد غادرة أن تمتد إليها.
إن محاولات الاحتلال تزييف التاريخ، ونشر الخرائط المزورة التي تضم أجزاء من الأردن ضمن ما يسمونه “إسرائيل الكبرى”، ليست إلا استفزازًا صارخًا للشعوب العربية، وإعلانًا واضحًا لمشروعهم التوسعي الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
لكن الأردن، ملكًا وشعبًا وجيشًا، على قلب رجل واحد في مواجهة أي عدوان، وأي تفكير في الاقتراب من سيادته سيكون ثمنه باهظًا.
لقد أثبت الأردنيون عبر التاريخ أنهم حراس البوابة الشرقية لفلسطين، وسياج العروبة المنيع.
فمن معركة الكرامة الخالدة إلى كل موقف وطني شريف، ظل الأردن عصيًا على الانكسار، ثابتًا في مواجهة الظلم، متمسكًا بحقوق الأمة وقضاياها العادلة.
رسالتنا لنتنياهو واضحة: الأردن خط أحمر، ومن يظن أن بإمكانه أن يعبث بأمنه أو يقترب من حدوده، فليقرأ التاريخ جيدًا، وليستعد لمواجهة رجال لا يعرفون التراجع، ويدافعون عن أرضهم بكل ما أوتوا من قوة.
إن الأردن ليس في حسابات أطماعكم، بل في سجل الانتصارات التي ستكسر غروركم.
فليعلم كل من تسوّل له نفسه المساس بذرة تراب من أردننا، أن هنا رجالاً إذا نادى الوطن لبّوا، وإذا دق ناقوس الخطر هبّوا كالسيل الجارف.
ونحن أبناء الثورة العربية الكبرى، وأحفاد معركة الكرامة، نحمل في قلوبنا وصية الشهداء، وفي أيدينا سلاح الحق، وفي صدورنا إيمان لا يتزعزع بأن الأردن سيبقى حرًّا عزيزًا.
إن حدودنا ليست خطوطًا على خريطة، بل هي دماء تسري في عروقنا، ومن يقترب منها فلينتظر ردًّا يجعل الأرض تحت قدميه نارًا، والسماء فوقه غضبًا، فهنا الأردن وهنا لا مكان إلا للعزّة والسيادة.





