صدى الشعب – كتب رئيس التحرير خالد خازر الخريشا
كل ما اقترب موعد انتخابات نيابية أو بلدية ارتفعت أصوات المطبلين والمزمرين واتسعت طبولهم وهؤلاء يتم توظيفهم لغرض إشباع جيوبهم وبطونهم ومعهم زمرة من المنافقين حتى تكتمل الصورة وكما تعلمون في الآخرة المنافقين في الدرك الأسفل من النار لكنهم في الدنيا يحتلون الصفحات الأولى في الصحف والسوشال ميديا وهناك فرق جاهزة لتشليح المرشح الفارغ فكرياً المتكرش مالياً المريض نفسياً والمتعطش للنمرة الحمراء وهذه الجوقة من المطبلين والمزمرين والمنافقين والانتهازيين ومعهم طبعاً كتاب التدخل السريع يعملون حسب حجم مصاري المرشح لأن لكل مرشح سعره .
ويقولون في المثل : ما يطلع من دار المطبلين إلا المزمرين … كثر عندنا المطبلون وتنافسوا في آلات تطبيلهم، فأصبحوا مدارس تتمايز ليس في أسلوب تطبيلهم الفاسدين والظالمين وتنميق صورهم في المجالس والمناسبات وحتى على مواقع التواصل الإجتماعي، ويصل الأمر الى الترهيب من عدم الامتثال لظلمهم وغطرستهم خاصة إذا كان المرشح مدعوم ومقرب من أحد المسئولين الكبار بالسلطة ولقد تطورت مدارس المطبلين فأصبحت تخرج مزمرين إذا سمعت مزاميرهم تأكدت لك شخوصهم، وكأنك تراهم رأي العين فتراهم في مواقع التواصل يشهرون أبواقهم الرخيصة، يمجدون ويسبحون بحمد الفاسدين والظالمين .
من نوادر المطبلين يخبرنا التاريخ أن الخليفة العباسي المتوكل رمى طيراً بغرض اصطياده لكنه لم يصبه فقال وزيره : أحسنت يا مولاي فرد الخليفة : اتهزأ بي؟ فقال الوزير : لقد أحسنت إلى الطائر حينما تركت له فرصة للحياة !! ويقال وقع زلزال في مصر زمن المماليك فجاء أحد الشعراء المطبلين الى السلطان وانشد قائلاً :
ما زلزلت مصر من كيد أريد بها …
لكنها رقصت من عدلكم طرباً
هذا الوزير يطبل ويزمر وينافق للخليفة والشاعر ينافق ويطبل للسلطان لكن المصيبة والمأساة أن فرق المطبلين والمزمرين اليوم تطبل لشخص فارغ فكرياً وسياسياً واجتماعياً وربما يكون ساقط عشائرياً إلا أنه يملك الأموال التي سقطت عليه فجأة ولا نعلم مصدرها لأنهم للأسف يصنعون من الفاسدين والحمقى والمغفلين قادة فكر وسياسيين فارغين يشرعون لنا القوانين في المجلس ويتساءلون بعد ذلك من أين أتى هذا الخراب طبعاً أتحدث عن زمرة المنافقين الذين أصبحوا يتكاثرون مثل تكاثر الأرانب في حقل الجزر .
هؤلاء زمرة المنافقين الذين يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي وطبعاً حجم الطبل والمزمار يتناسب طردياً مع عدد المصاري والبراطيل التي يدفعها المرشح لهذه المجموعات .
من طرائف بعض النواب الذين يمتلكون صفة الكذب والدجل والدهلزة يحكى أن سعادة النائب مع سخونة المشهد الانتخابي قصد قريته التي غاب عنها كثيراً والتي هي خارج التغطية بهدف استجداء الأصوات وسأل أهلها ماهي مشاكلكم قالوا سعادتك نعاني من مشكلتين الأولى لدينا مركز صحي لكن بدون طبيب وقال حاضر وبدأ يمارس الدجل وأخرج هاتفه النقال من جيبه واتصل وهو يكثر ويردد مقولة معاليك وعطوفتك وكأنه يتحدث مع وزير الصحة أو الأمين العام والتفت إلى أهل القرية وقال بكرة الطبيب يداوم وبسرعة أعطوني المشكلة الثانية قالوا له باستغراب واستهجان سعادتك القرية لا يوجد بها تغطية لشبكات الهواتف، وفي مقال آخر سأتحدث عن المال السياسي الذي أنا أصر على تسميته بالمال الأسود الذي يشتري ذمم الناس لأن من يشتري مواطن يبيع وطناً.