صدى الشعب – محمد داودية
ستعلن جماعة الإخوان المسلمين قريبًا، عن قوائمها لانتخابات 2024، تحت يافطة ما، ستحل محل الشعار الانتخابي المصري المهجور «الإسلام هو الحل».
يرجو الرأي العام الأردني، ان تخلو قوائم الإخوان، من المرشحين المسيحيين والشركس والشيشان، وعدم محاولة الاستحواذ عليها وحرمان أهلها منها !!
ازعم ان هذا الاستحواذ، استفز الشركس والشيشان والمسيحيين، استفزازًا واسعًا !! وأزعم أنه استفز الشارع الأردني استفزازًا كبيرًا!!
لقد لاحظنا في انتخابات 2020، ان قوائم «الجماعة» الانتخابية، ضمت 5 مسيحيين، بنسبة استحواذ 55%، وقد جوبهت برفض غالبية المسيحيين هذه المغالبة، سنة ذاك، قال إخوتنا المسيحيون ان «الجماعة» لم تقصّر، فقد تركت 4 مقاعد لمسيحيي الأردن !!
لا مفر من وسيلة، ومن ضمنها تعديل قانون الانتخاب، لتخرج مقاعد الكوتا المسيحية والشركسية والشيشانية، من الهيمنة والمغالبة، التي تتكرر منذ 1989.
الشركس والشيشان والمسيحيون الأردنيون، ليسوا مكسرَ عصا، ولا حيطةً واطية قابلة للتسوّر. ومقاعدهم تلك ليست للبيع، ولا هي برسم الانتهازية السياسية، والمتملقين، والمسترضين المنبطحين. أية شراكة ووحدة وطنية هذه؟! وأية مغالبة وهيمنة هذه؟!
ذات صحوة وطنية، جلست شخصياتٌ مسيحية سياسية، مع جبهة العمل الإسلامي، في حوار وطني معمق شفاف، للوصول إلى تفاهمات تعزز الوحدة الوطنية، وتعظّم القواسم المشتركة، لمواجهة الأخطار التي تحيط وتحيق بالأردن، ولدعم موقف الملك عبدالله الثاني، القومي المتفرد المتميز، الذي نفتخر به أيّما افتخار.
أحد البنود التي نوقشت، واتفق عليها في الاجتماع، هو ان المقاعد المسيحية، تُترك لأهلها المسيحيين بدون تدخل.
في الزمانات، عندما خسر الإخوان انتخابات إحدى النقابات، اعلن أحد رموزهم، انهم خسروا الانتخابات، لأن «المثليين وأصحاب الطوائف» صوتوا ضد قائمتهم، بمعنى ان قائمتهم هي قائمة الطهارة.
ان استمرار هذا الحال من المحال. فرغم اننا من جماعة الدولة المدنية، ورغم اننا نتفق مع الدعوة إلى ضرورة إلغاء الكوتات كافة، إلا اننا نطالب بأن يظل قرار هذه الكوتات بيد أهلها.
ينتظر شعبُنا الجميل، ان تسود روح الشراكة، وان تحل محل نهم الاستئثار، والاستحواذ، والمغالبة، والاستقواء، في حياتنا السياسية.