لا يمكن لأحد أن ينكر الشوق والحنين واللهفة التي تعتري المسلمين، لزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم، والصلاة بمسجده الشريف، والطواف بالكعبة المشرفة، والصعود على جبل عرفات، وتأدية ركن الحج، ولا يمكن لأحد أن ينكر اللذة والمتعة، والشعور بالسعادة والطمأنينة، رغم عناء السفر، عند الطواف بالكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والشرب من بئر زمزم، ومن حج أو اعتمر يعلم ذلك جيدا.
فمن حق المسلم أن يزور بيت الله الحرام، ليعتمر، ويؤدي فريضة الحج، التي هي من أفضل العبادات وأجل القربات، التي شرعها الله سبحانه وتعالى، إتمامًا لدينه، لمن استطاع إليه سبيلا.
ومن حق السعودية أيضاً أن تطبق القوانين وتضع الضوابط، وأن لا تترك الحبل على الغارب، ويجب على الجميع التقيد بالقوانين والأنظمة والتعليمات، لمنع الفوضى، التي يترتب عليها الكثير من الآثار السلبية، التي قد تنتهي بإزهاق أرواح أشخاص أبرياء نتيجة الازدحام أو التدافع، وسرقة الأمتعة والأموال.
في وقت سابق أصدرت وزارة الأوقاف الأردنية بيانات تحذر فيها الأردنيين من مخالفة القوانين، والأنظمة التي تفرضها المملكة العربية السعودية، وجددت التحذير لغير المصرح لهم لعدم تعريض أنفسهم للمساءلة القانونية.
وأكدت هيئة كبار العلماء في السعودية، بأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح خاص بالحج، ويأثم فاعله، ومن لم يتمكن من استخراج التصريح فإنه في حكم عدم المستطيع.
من هنا كان من الواجب على الأردنيين الذين دخلوا الأراضي السعودية بواسطة تأشيرات زيارة بقصد الحج، سواء غرر بهم أو غير ذلك، أن يحموا أنفسهم من الاستغلال وعدم شراء التأشيرات لهذه الغاية، و عدم المغامرة والسعي للقيام بهذه الفريضة، بطرق غير قانونية، لما لذلك من آثار سلبية على الحاج المخالف وعلى غيره من الحجاج النظاميين، وسيؤدي ذلك إلى ارباكهم، وزيادة الضغط على المرافق، والساحات، ونقص بالخدمات، التي لها سعة استيعابية محددة، ويتسببون بالإحراج لأنفسهم ولأقربائهم من الحجاج النظاميين، الذين تأخذهم الحمية والرأفة، لاستضافتهم في أماكن سكنهم مسببين لهم الحرج والازعاج.
أعتقد جازماً، أن من توجه لتأدية مناسك الحج بالتحايل والخداع، بهذه الطريقة غير القانونية، قد أخطأ وتسبب بالحرج لنفسه ولغيره، وجعل نفسه مطاردا، ينتهي الامر بترحيله، ليدخل الحسرة والأسى في قلبه وقلوب أهله وأحبابه، بعد أن عاد مكسورا لعدم تحقيقه لحلمه بالحج.
نتمنى لهم، ولجميع حجاج بيت الله الحرام العودة إلى أرض الوطن سالمين، وأن يكتب الله لهم نصيبا بالحج في السنوات المقبلة، بطرق قانونية و نظامية، دون خوف، أو رهبة.