كشفت دراسة حديثة أن تلوث الهواء الناجم عن الغبار الدقيق PM2.5، كان مسؤولاً عن وفاة 135 مليون شخص حول العالم، وذلك خلال الـ 40 عاماً الماضية.
الدراسة أجراها علماء من جامعة نيانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، وبينت أن هذه الجسيمات الدقيقة، التي لا يزيد قطرها عن 2.5 ميكرومتر، تأتي من مصادر متعددة، بما في ذلك عوادم السيارات والانبعاثات الصناعية وحرائق الغابات والعواصف الترابية.
وقالت الدراسة إنه بسبب صغر حجم هذه الجسيمات، يمكننا استنشاقها بسهولة مع الهواء، حيث تتغلغل عميقاً في الرئتين، مما يسبب مشاكل صحية خطيرة، خاصة لكبار السن والأطفال، وكذلك للأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة. ووفقاً لما جاء في الدراسة، فإن تلوث الهواء الناجم عن PM2.5 كان السبب الرئيسي للوفيات المبكرة خلال الفترة من 1980 إلى 2020، حيث تسبب في: 33.3% من حالات الجلطة الدماغية، و32.7% من حالات احتشاء عضلة القلب، إضافة إلى نسبة كبيرة من حالات مرض الانسداد الرئوي المزمن والتهابات الجهاز التنفسي السفلي وسرطان الرئة.
وحدد الباحثون 363 حدثاً كبيراً لتلوث الهواء خلال الـ 40 عاماً الماضية، بمعدل 9 أحداث سنوياً، حيث تراوحت مدة كل حدث من شهرين إلى 9 أشهر، بينما شهد عام 2002 أكبر عدد من الأحداث (15 حدثاً)، تلاه عامي 2004 و2006 (14 حدثاً لكل منهما). وأظهرت الدراسة تبايناً ملحوظاً في تأثير تلوث الهواء على مختلف أنحاء العالم، موضحة أنه في آسيا، مات حوالي 98.1 مليون شخص بسبب PM2.5 بين عامي 1980 و2020، بينما كانت الصين والهند أكثر الدول تضرراً، حيث بلغ عدد الوفيات فيها نحو 49 و26.1 مليوناً على التوالي.
كما شهدت باكستان وبنغلاديش وإندونيسيا واليابان أيضاً، أعداداً كبيرة من الوفيات بسبب PM2.5، حيث تراوحت ما بين 2 و5 ملايين شخص في كل دولة. وحذرت الدراسة من التأثير المدمر لتلوث الهواء على الصحة العامة، مؤكدة على الحاجة الضرورية لاتخاذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاثات PM2.5، وتحسين جودة الهواء.