ماجد توبه
لم تنبس حكومة ولا مسؤول في هذا العالم الظالم وهم يتابعون استشهاد ابناء القيادي في حركة حماس اسماعيل هنية واحفاده الاطفال بقصف سيارتهم المدنية ببنت شفة تعليقا على تقصد الاحتلال الاسرائيلي استهداف سيارة خاصة مليئة بالاطفال، بل والخروج بالافتخار والزهو بعملية “الاغتيال” لثلاثة شبان لا علاقة لهم بالمقاومة.
ربما كما نتوقع من هذا العالم الظالم والذي يقوده مجرمون ببدلات رسمية وياقات ونسميهم رؤساء وحكومات ان يترددوا في ادانة قتل الشباب الثلاثة ابناء هنية، فقد اعتدنا في مذبحة غزة على عدم الادانة لهدم البيوت والعمارات على رؤوس سكانها وقتل المارة بقنابل الدبابات و”الزنانات”، وبتنا نتكفي بتوصيف المؤسولين الامميين للحدث لا لادانته واستنكاره،وكانهم يمارسون دور الصحفي الذي يخبر بمهنية عن الحدث دون تعليق عليه.
نقول لم نكن لنستغرب صمت القبور سواء من حكومات العالم او حتى حكومات العرب وهم يجبنون عن ادانة قتل الشباب الثلاثة، لكن ان يصل الامر ان يتجاهل الجميع مقتل الاطفال الصغار الموجودين في ذات السيارة وعن قصد وتقصد بل وباعتباره الاحتلال الاسرائيلي ذلك نصرا وانجازا لجيشهم المجرم “الذي لا يقهر” فهذا قمة العهر الانساني بل والشراكة في الاجرام.
بحثت في الاخبار والمتابعات التي غطت هذه الجريمة وتابعتها فلم اجد تعليقا، ادانة او استنكارا او حتى تساؤلا، عن كيف يسكت العالم عن قتل اطفال في سيارة ويصبح التركيز فقط على استشهاد الشباب الثلاثة؟!
اي عالم هذا؟! وأي عهر انساني؟! هل كان ذات هذا العالم الاعوج سيصمت عن استهداف سيارة لمسؤولين اوكرانيين وفيها اطفالهم باستهدافهم من روسيا مثلا؟ ولئلا نذهب بعيدا.. كم اشبعونا استنكارا وشيطينة لحماس والمقاومة بدعوى مقتل اطفال ومدنيين يوم 7 اكتوبر. طبعا مع اختراع قصص خرافية شيطانية عن قطع رؤوس اطفال واغتصاب نساء لتظهر الحقيقة فيما بعد وتفند كل هذه الاكاذيبن وليكشف بعضها ان القتل لعائلات اسرائيلية في غلاف غزة تم بطيران ودبابات اسرائيلية!
نعم.. لم تتبق جريمة نازية او فاشية الا ومارسها جيش الاحتلال الصهيوني، كنا نعرف تاريخ اجرامه ونازيته، لكنه تفوق على كل ما تصورناه وتوقعناه. وكنا نعرف ونتوقع انحيازا امريكيا وغربيا لجرائم الطفل المدلل الاسرائيلي، لكن احدا لم يتوقع هذا العهر والقهر الانساني بالصمت والتبرير لابشع جرائم العصرضد شعب محاصر لا يملك طائرات ولا دبابات ولا يكاد مقاوموه يقاتل الى بالكلانشكوف مقابل اعتى اسلحة الارض.
كل ما حاول الغرب والعالم بناءه بعد الحرب العالمية الثانية من قيم وقواعد انسانية واخلاقية للتعامل مع المدنيين والمؤسسات المدنية كالمستشفيات والمدارس ومراكز ايواء المدنيين والنازحين تهدم وتحطم بابشع صوره على ايدي نازيي العصر من صهاينة وامريكان وحلفاء غربيين.
حتى العرب لم يجرؤوا على ادانة استهداف الاطفال وتمزيق اجسادهم الغضة بقايا اشلاء صباح يوم العيد، وكان مثل هذه الادانة ستحسب عليهم انها تاييد لـ”ارهاب” حماس! الا بؤسا لهذا العالم الموحش.. الا بؤسا لقتلة هذا العصر الذين لا يجرؤ احد على ادانتهم وهم يتصيدون الاطفال والنساء والمدنيين فيما يقف العرب والعالم متفرجين في انتظار انتهاء حفلة الشواء البشري حتي تكتمل!
بؤسا لها العالم.. فهو ليس لنا!