صدى الشعب – عرين مشاعلة
قال وزير الخارجية الأسبق مروان المعشر إن هدف الاحتلال الاسرائيلي يتعدى القضاء على حركة حماس في قطاع غزة، حيث اصبح هدفها واضحا في تهجير اكبر عدد من الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، ومن الضفة الغربية الى الأردن.
واستعرض خلال ندوة نظمتها جمعية الاكاديميين الأردنيين بغرفة تجارة اربد الثلاثاء تحت عنوان الظروف الراهنة في المنطقة، تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والآفاق المستقبلية لما بعد الحرب وقرار المحكمة الدولية وآثار ذلك على مستقبل الصراع العربي الفلسطيني.
وقال إن إسرائيل في مأزق ديموغرافي حقيقي؛ لأن عدد الفلسطينيين للمرة الاولى منذ نكبة عام 1948 في الاراضي التي تسيطر عليها اسرائيل اصبح أكبر من عدد اليهود، اذ لم تعد إسرائيل قادرة على تجاهل العنصر الديمغرافي؛ لذلك شنت هذه الحرب؛ للتهجير القسري لسكان غزة، والضفة الغربية، مبينا أن عدد الفلسطينيين حاليا يصل حاليا إلى 7،4 مليون فلسطيني، يحمل مليونين فلسطيني منهم الجنسية الاسرائيلية وباقي السكان يقع تحت الاحتلال الاسرائيلي، مقابل 7,2 اسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
واكد ان اسرائيل تسعى للخروج من مأزق الوضع الديموغرافي عبر تهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدا انه بات واضحا للجميع ان اسرائيل لا تريد دولة فلسطينية، ولا الانسحاب من الاراضي العربية التي تحتلها، والحرب على قطاع غزة اكبر مثال على ذلك، مبينا أن هناك 750 ألف مستوطن يشكلون ربع سكان الضفة، مما يؤكد استحالة الفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية.
وعبر المعشر عن خشية الاردن من حدوث توسع للحرب يمتد إلى الضفة الغربية، مبينا أن الأردن لا يرغب في الوصول إلى سيناريو يرى فيه الآلاف من الفلسطينيين على حدوده، مؤكدا أن الاردن يتبع سياسة حكيمة في تسليط الضوء دوليا في موضع التهجير حتى يقلل من فرصة حدوث ذلك، حيث نجح الاردن في بيان ذلك عبر رفض العديد من الدول موضوع تهجير الشعب الفلسطيني.
وبين أن العلاقة الأردنية الإسرائيلية تغيرت إلى حد كبير بعد السابع من اكتوبر ولا يمكن لصناع القرار في الأردن التكيف مع إسرائيل وهي تشن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، وعموم فلسطين.
و قال إن جلالة الملك عبد الله الثاني وصف ما يجري في فلسطين بالابادة الجماعية ووصفت جلالة الملكة رانيا العبد الله اسرائيل بدولة الفصل العنصري، مؤكدا وجوب الاسناد الشعبي لهذا الموقف عبر حوار وطني مسؤول لبيان العلاقة المستقبلية مع اسرائيل وطرح كل الخيارات والبدائل في العلاقة الأردنية الإسرائيلية.
واضاف المعشر أن صانع القرار الأردني أدرك أن العلاقة مع إسرائيل بحاجة إلى مراجعة شاملة، مشيرا إلى أن نقض معاهدة السلام دوليا لا يخدم الأردن.
وقال إن المجتمع الدولي نادى بشعار حل الدولتين وهو شعار فارغ من المحتوى لانه لم يقرن هذا الشعار بأي خطة عملية لتحقيق هذا الحل، مبينا ان المفاوضات السابقة لعملية السلام وتحديدا اتفاقات اوسلو لم تحدد وتعرف الهدف النهائي لعملية السلام، مؤكدا ان انه لم يرد في اتفاقات اوسلو كلمة واحدة عن حل الدولتين.
وزاد أن العالم يشهد انقسامًا عمريًا واضحًا، فاستطلاعات الرأي تشير إلى هذا الانقسام الذي يظهر بوضوح في أجيال المجتمع، فكلما تم التوجه إلى الفئات العمرية الشابة، زاد التعاطف بشكل ملحوظ بدعم القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن المظاهرات الداعمة لفلسطين اصبحت تزيد خارج المنطقة العربية.
وحول ماحدث في المحكمة الدولية أوضح المعشر ان المحكمة وباغلبية كبيرة من اعضائها قبلت من الناحية القانونية في النظر بموضوع الابادة الجماعية وهذا يعتبر انجازا كبيرا ومهما ويجب البناء عليه، حيث ان الاحتلال الاسرائيلي كان يصف ذلك بالدفاع عن النفس، وسيقف الاحتلال الاسرائيلي في قفص الاتهام ويجب عليه تقديم الادلة والبراهين لدحض ذلك، مؤكدا ان بحث امكانية حدوث ابادة جماعية في اي دولة يعتبر من اكبر الجرائم دوليا