كتب. عوني الداوود
جميل جدا أن يكون «مؤتمر دعم القدس» الذي عقد أمس بالقاهرة بمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني، وبمشاركة عربية واقليمية ودولية رفيعة المستوى، هو استجابة سريعة من جامعة الدول العربية واستنادا الى القرار الصادر عن الدورة 31 للقمة العربية التي عقدت في الجزائر في تشرين الثاني الماضي..أقول جميل جدا سرعة الاستجابة لاننا ربما لم نعتد سرعة التنفيذ لكثير من القرارات، ولان انعقاد هذا المؤتمر» المهم» – كما وصفه جلالة الملك عبد الله الثاني في كلمته التي ألقاها في المؤتمر يوم أمس، انطلاقا من اسباب متعددة في مقدمتها التوقيت الذي يتطلب دعما عربيا واسلاميا ودوليا لصمود الفلسطينيين عموما وتثبيت صمود المقدسيين تحديدا وحماية حقوق المسلمين والمسيحيين في ممارسة شعائرهم الدينية
«قمة دعم القدس» التي استضافتها الشقيقة الكبرى مصر تأتي في توقيت مهم يزداد فيه التعنت الاسرائيلي بحكومة يمينية متطرفة تزيد من اعتداءاتها واستفزازاتها واقتحاماتها للمقدسات الاسلامية والمسيحية ومن قتلها للابرياء ومن هدمها للمنازل واستمرارها ببناء المستوطنات دون الالتفات او مراعاة للقوانين او القرارات الدولية ولا حتى مراعاة لحقوق الانسان
جلالة الملك «الوصيّ» على المقدسات في القدس الشريف، لا يكلّ ولا يملّ في حمل القضية الفلسطينية الى كل دول العالم وكان آخرها لقاءات جلالته المكثفة في الولايات المتحدة الامريكية مع الرئيس الامريكي جو بايدن ونائبة الرئيس ووزير الخارجية ورئيس البرلمان ورؤساء الكتل واعضاء الكونغرس من الشيوخ والنواب وغيرهم من المسؤولين والقادة،..حيث يطرح الملك وكما هو دائما القضية الفلسطينية بحكمة وحنكة سياسية يفهما ويقدرها الحكماء والعقلاء ممن يتخذون السلام رسالة وهدفا لا ينعكس على الفلسطينيين والاسرائيليين وحدهم، بل وعلى منطقة الشرق الاوسط بأسرها والعالم أجمع لأنه في غياب السلام الحقيقي وفي استمرار اسرائيل بالعمل على محاولات المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم فسوف تكون لذلك « انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها « – كما قال جلالة الملك في خطابه بالمؤتمر يوم أمس
جلالة الملك ذكّر يوم امس بالموقف الأردني الواضح لكل العالم من حيث : مكانة بيت المقدس – قبلة المسلمين الأولى – والتأكيد على أن القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات القضايا العربية، والتأكيد على حل الدولتين، والحقوق العادلة والمشروعة للاشقاء الفلسطينيين..مؤكدا في الوقت ذاته على استمرار الاردن القيام بدوره ومسؤوليته التاريخية «وانطلاقا من الوصاية الهاشمية» ببذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ومواصلة مشاريع الصيانة والاعمار في المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة، والوقوف الى جانب « اخواننا واخواتنا المسيحيين في القدس في الحفاظ على كنائسهم وتصديهم للانتهاكات والاعتداءات عليها» والتأكيد على «العهدة العمرية»
ومن اجل تحقيق كل ذلك فان الامر يتطلب – كما اكد جلالة الملك -( ضرورة توحيد الجهود العربية لدعم صمود الاشقاء الفلسطينيين على ارضهم )
القضية الفلسطينية، وبوجود حكومة يمينية اكثر تطرفا، ومع انشغال العالم بقضايا اخرى فاقمت منها الحرب في اوكرانيا، وغيرها من الاهتمامات السياسية والاقتصادية، لم يعد المجتمع الدولي مهتما لا بالقضية الفلسطينية ولا بالمنطقة كلها، من واجب دول المنطقة ان تهتم بقضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية لانها لب الصراع ومصدر الامن والاستقرار في المنطقة متى كان هناك سلام حقيقي وهي عكس ذلك تماما ومحفزا على الارهاب ليس فقط في المنطقة بل والعالم في غياب العدالة والكيل بمكيالين..وفي غياب الامن والامان والاستقرار لن يكون هناك لا سلام ولا تنمية
من المهم جدا توحيد الجهود، ودعم موقف الاردن المتقدم بالدفاع عن القضية الفلسطينية وكافة الجهود العربية والاسلامية والمسيحية المبذولة من أجل دعم صمود الفلسطينيين والمقدسيين تحديدا في الدفاع عن قضيتهم العادلة والضغط اقليميا ودوليا على الحكومة الاسرائيلية لوقف الاعتداءات وانتهاك حقوق الانسان..خصوصا ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك الذي يتطلب تهدئة لا تصعيدا يدفع الابرياء ثمنه وتكون له انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها