الصغار هم مخلوقات فضولية للغاية وبمجرد أن يبدأ الحديث بينك وبينهم، توقعي سيلاً من الأسئلة التي لا تنتهي، والتي تعد أكثر الاستفسارات المحرجة والمربكة التي من المحتمل أن يطرحها طفلك عليك. يقترح حلولاً لها الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي.
1. من أين أتيت؟
هذا هو السؤال الذي طالما شغل بال الأطفال الصغار الذين يعرفون عادةً كيف خرجوا منك، لكنهم لا يفكرون بالخطوات التي سبقت ذلك، بالطبع لا حرج في معرفة الأطفال الأكبر سنًا لحقيقة التزاوج عند الطيور وتلقيح النحل، ولكن عندما يكونون في سن ما قبل المدرسة، يصعب عليهم التعامل معهم. فأنت لا تفضلين بالتأكيد حتى التلميح بالعلاقة بين الرجل والمرأة لتقَربي الفكرة إلى ذهنه.
يفضّل أن تجيبي: “أحببت أنا ووالدك بعضنا وأردنا حقاً أن تكون في حياتنا، فساعدنا الأطباء في ذلك، أخذوا عينة من دم بابا، ووضعوهَا بي، فنموت في بطني”.
لا تحاولي أبداً الإجابة بقلق، أو بطرح أي قصة خرافية أخرى قد ترغبين في تأليفها.
2. هل كان هذا الدجاج على قيد الحياة؟
عندما يجلس على طاولة العشاء، سيلاحظ ما وصل إليه الدجاج بعد الطبخ، وسيطرح عليك هذا السؤال؟ فهذه الدجاجة الصغيرة لم تعد تمرح في الحقول، كما رآها في الصور، لكن سؤاله عن اللح سيكون مربكاً أكثر.
تخطئ الكثير من الأمهات حين يتظاهرن بالقول إنه ليس نفس الدجاج الموجود في المزارع ذات الريش! لكن هذه الإجابة لن يقتنع بها الطفل طويلاً، فالكتب والرسوم المتحركة تشير علانية إلى أن العديد من حيوانات المزرعة تؤكل.
يفضل أن تجيبي: “انتبه إليّ طفلي العزيز، بعض الحيوانات خلقها الله لتصبح طعامًا لنا، أعلم أن هذا يؤلم قلبك، ولكن لا تقلق، فلن يمكن أبداً أن نأكل كلبك بوبي، أو قطة الجيران زارا”. قد تتفاجئين بمدى قبوله لهذه الأخبار الصعبة، عندما يطمئن على كلبه.
3. متى سأموت؟
الموت جزء من الحياة ولا يمكنك إخفَاؤه عن الأطفال الصغار، مهما كنت ترغبين في ذلك. حتى لو لم يعيشوا تجربة وفاة أي من الأقارب أو الأصدقاء المقربين، فسوف يتعرضون لهذه الحقيقة عبر الحيوانات الأليفة العائلية أو الكتب والأفلام، وسيسْألك لماذا ومتى سيموت؟
يفضل أن تجيبي: ” كل كائن حي يموت، بما في ذلك نبات المنزل إذا نسيت سقيه لأسبوع سيموت، وعادة قبل أن يموت يتلقى خطاباً بذلك، لكن هذا لن يكون قبل 100 سنة، لكن لا تقلق إذا حصل لك هذا فلن تكون بعيداً عن ناظري”.
4. هل هذا الشخص رجل أم امرأة؟”
يطرح الأطفال أحيانًا أسئلة في الأماكن العامة قد تجعل الآخرين يشعرون بعدم الارتياح. وإذا كنت خارج المنزل، وطرح طفلك هذا السؤال عن شخص ليس واضح الملامح، ولا محدد اللبس، هذا الموقف هو توقيت جيد، لتعلميه التسامح مع جميع الناس منذ سن مبكرة، فالطفل يكون منفتحاً، ويتقبل ما يتعلمه حول الهوية الجنسية.
يفضل أن تجيبي: “أنا لست متأكدة، لكنني لا أعتقد أنه هذا مهم؛ لأن الجميع له الحق في ارتداء ما يريدون. أنا حقًا أحب لباسهم / شعرهم / ابتسامتهم – أليس كذلك”؟
5. أين ذهب أبي؟
مهما حاولت حماية الأطفال من انهيار العلاقة بينك وبين زوجك، لكن الطفل سيلاحظ ويحزن ويسأل، في لحظات سؤاله حاولي ألا تسيئي إلى شريكك – بغض النظر عن مشاعرك الشخصية، فلا يزال هذا الشخص هو الوالد الآخر لطفلك.
يفضل أن تجيبي: “الأب والأم يمكن أن يختلفا، لذلك قد يقرر الأب الذهاب والعيش في مكان آخر لفترة من الوقت. أنا آسفة حقًا لأنه لن يكون معك ولكن كليْنَا ما زلنا نحبك كثيرًا وسنفعل ذلك دائمًا. سيأتي والدك لرؤيتك قدر الإمكان، مرة واحدة على الأقل في الأسبوع”.