تجارة عمان: الحملة أظهرت تأثيرًا واضحًا والواجب دعم المنتج المحلي بجميع الظروف
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
في أحد متاجر الزرقاء، تتسارع نبضات قلب طفلة لا تزيد عن العقد العاشر من العمر، تنطلق صرخاتها البريئة أمام والدها، دموعها تتساقط مصحوبة بجملة تؤرق الوجدان: “ما بدي إياه بتدعم إسرائيل”.
يعود والدها، محملًا بالمنتج الذي أثار انتفاضة ابنته، يرفض دعمًا اعتبرته الطفل جزءًا وسببًا في حجم المعاناة التي يعاني منها أهالي قطاع غزة جراء جرائم الاحتلال.
تندمج هذه اللحظة في سياق أوسع، حيث تلتحم صوتوها مع همسات ناشطين في الدول العربية، يسعون إلى مقاطعة منتجات وشركات تنسجم مع جيوب الاحتلال، ويتفاعل هؤلاء مع نداءات تنديد بجرائم الاحتلال، بعدوانه على قطاع غزة.
انتشرت دعوات المقاطعة بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة على منصة “فيسبوك”، وشهدت الحملة تزايداً بالدعم في الوطن العربي منذ بداية الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال بحق قطاع غزة.
وقال عضو مجلس غرفة تجارة عمان فلاح الصغير، بأن حملة المقاطعة الشعبية للمنتجات الداعمة للاحتلال، أظهرت تأثيرًا واضحًا على العديد من الشركات والعلامات التجارية المتواجدة في الأسواق، مؤكداً انه من الواجب الوطني دعم هذه الحملة.
وأكد الصغير خلال حديثه لـ “صدى الشعب” أنه من الواجب دعم المنتج المحلي في جميع الظروف، مشيراً إلى أهمية عدم إهمال المنتج الوطني وتذكره فقط في أوقات الأزمات.
وحث الصغير عبر “صدى الشعب” جميع المقاطعين للمنتجات بجميع أشكالها على التحقق من مصادر المعلومات المتعلقة بتلك الشركات قبل القرار بالمقاطعة.
وأضاف، أن المعلومات غير الصحيحة والموثوقة، تضر بمنتجات لا يكون عليها غبار عكس ما هو متداول في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن المقاطعة يجب أن تكون قرارًا وواعيًا.
من جانبهم ناشدوا المواطنين التجار بأداء دورهم الوطني في المقاطعة، من خلال عدم التعامل مع العلامات التجارية المعنية.
وطالبوا بتوفير بدائل محلية أو عربية لتلك السلع، وأكدوا أيضًا أهمية رفع مستوى جودة منتجات الصناعيين لتلبية تطلعات الجمهور.
ويذكر، أنه في وقت سابق تم إطلاق حملة “صنع في الأردن” لتعزيز التدريب المهني وتأهيل العمالة المحلية، بهدف تعزيز دعم المنتج الوطني وتحفيز الاهتمام بالصناعة المحلية، وتوفير بيئة مشجعة لنموها.