صدى الشعب – حلا باسل الحبيس
أظهرت دراسة سابقة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية أن نسبة الأردنيين الملتزمين بمقاطعة المنتجات التي تنتجها دولٌ تدعم الاحتلال وصلت إلى 93%، فيما اتجه 95% من المقاطعين إلى دعم منتجات بديلة محلية الصنع.
وفي هذا السياق، قال منسق “تحرك” لمجابهة التطبيع محمد العبسي إن استمرار الحرب ساعد على تجسيد وترسيخ وتعزيز حالة المقاطعة، معتبرًا أن حالة المقاطعة التي شهدها المجتمع منذ السابع من أكتوبر ولليوم “شكلت ثقافة مجتمعية لدى المواطنين”.
وأوضح العبسي خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن المقاطعة في السابق كانت تقتصر على ردود فعل ضد عدوانية “الكيان الصهيوني”، مؤكدًا أن المشهد اختلف اليوم.
وبيّن العبسي أن المقاطعة سابقًا كانت مرتبطة بأحداث محددة لها علاقة باعتداءات صهيونية على لبنان وعلى فلسطين وعلى غزة وغيرها، إذ كانت تشتد حالة المقاطعة وقت الحرب وتخف حدتها بعد انتهائها، أو تقتصر في الأوقات الطبيعية على الناشطين وحركات مثل تجمعات “تحرك” وحركات نقابية وشعبية تُعنى بملف المقاطعة.
وأضاف العبسي أن ما نشهده اليوم هو اتساع في دائرة المشاركين لتشمل قطاعات شعبية من المواطنين الذين اتخذوا المقاطعة نهج حياة، وأن المسألة لم تعد تُقاس بوجود الحرب فقط.
وأشار العبسي إلى عوامل ساعدت على انتشار هذه الثقافة، أولها “حجم الوحشية التي ارتكبها الكيان” والدعم اللامتناهي من قِبَل الشركات وازدياد دعمها للحرب لصالح الكيان، وثانيها بروز المنتج الوطني بجودة تضاهي المنتجات العالمية، وهو ما لم يكن متوفرًا في السابق؛ فكان من يريد المقاطعة يجد صعوبة في إيجاد البديل، لكن اليوم ومع وجود العديد من البدائل أصبح المواطنون متمسكين أكثر بحملة المقاطعة.
وأوضح العبسي أن بضائع الشركات البديلة بدأت تطغى في الأسواق العربية وتبرز لتضاهي الجودة العالمية محققة أرباحًا جيدة، فأصبحت لدى الكثير من المقاطعين منتجات أساسية وليست مجرد بدائل مؤقتة.
وقال العبسي إن من الممكن أن تتراجع حدة المقاطعة أو وتيرتها، “ولكن الأهم هو الهدف الصحيح”، مؤكدًا أن أحد أهم أهداف المقاطعة هو دعم المنتج المحلي وبالتالي تعزيز الاقتصاد الوطني.
ودعا الشركات الأردنية إلى تحسين جودة منتجاتها أكثر وأكثر وتحسين أسعارها، معتبرًا أنه لن تتراجع نسبة المقاطعة لأنها أصبحت ثقافة سائدة في المجتمع.
وأوضح العبسي أن ذلك يُحمِّل لجان مقاومة التطبيع وحركات المقاطعة وحملاتها جزءً كبيرًا من الدور التعبوي والتوعوي في الفترة اللاحقة، مشيرًا إلى جهود تجمع “تحرك” منذ عام 2008، والتي كانت تعمل على حملات موسمية ومنها يومية مثل فضح الممارسات التطبيعية والاقتصادية والثقافية، بالإضافة إلى مقاطعة ورش أكاديمية.
وأضاف العبسي أن التجمع اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية وضع منهجية للمقاطعة، مبينًا أن العمل الآن يتم بشكل منهجي عبر لجنة البحث، ويبدأ من ذكر أسباب المقاطعة وحتى إدراج الشركة على لائحة المقاطعة التي استندت إليها المقاطعة، موضحًا أنه هذه منهجيتهم بالعمل بعدم المقاطعة بشكل عشوائي.
وأكد العبسي أن المقاطعة هي الأهم و”علينا التعامل معها بعد الحرب لتصبح ثقافة موسعة ومنهج حياة ليس مرتبطًا بحرب فقط”، مشددًا
على ضرورة عدم التراجع عن المقاطعة.
وأشار العبسي إلى أن (الكيان الصهيوني) اليوم عالميًا أصبح منبوذًا ومعزولًا حتى في أوساط أوروبا وفي أوساط ومجتمعات الدول التي كانت لطالما تدعم الكيان الصهيوني بالدعم اللامتناهي المادي والمعنوي والسياسي والاقتصادي”، معتبرًا أن هذا الانعزال هو المطلوب ومن أبرز أهداف حركات المقاطعة عالميًا عزل (الكيان الصهيوني) ومعاقبة كل الشركات التي تدعم وتؤيد الكيان الصهيوني.






