يبدو ان الظرف الموضوعي القادم بات مقروءا، وما تحمل الرياح من متغيرات باتت معروفة، والاستعدادات الضمنية بدات بالتشكيل وفق تحضيرات جدية، وخطوات متصلة مترابطة ومتواصلة، وهذا ما يجعل من دومينو التشكيل وخطواته تكون دائما في مكانها، لكي تستجيب لما هو قادم وفق اصطفافات ردعية، بهدف تحقيق درجة المنعة لبعض الانظمة في المنطقة.
فان حركة التبديل القادمة لن تحدث تغيرا ناشئا بل يتوقع ان تحدث تغييرا شاملا، قد يطال الجغرافيا السياسية لبعض المجتمعات القائمة، كما تطال عملية التغيير بعض الانظمة ومكانتها من خلال تبديل مراكز القوي الجيوسياسية، بما يقدم محورا، ويقوم على اختزال اخر،ويساعد في تمدد ثالث، وربما يعهد لرابع ببلورة محور اخر، فان حدث هذا فان المنطقة ستعيد حفظ ميزانها ونقاط التجاذبات فيها وفق صياغة مقبولة للانظمة وللمجتمعات.
ولان الشهر القادم سيشهد انتخابات في امريكا كما في كل من الاردن ومصر والكويت فان هذه الايام تعتبر ايام التعزيز، التي يتم بموجبا تعزيز دور الانظمة ومكانتها، ويؤكد من خلالها على منعة المجتمع المرتبط بحجم التفاعل مع حواضنه، لذا اعتبرت «مرحلة الانتخابات مرحلة اعادة التوظيف وفترة ترميم البناء ومساحة صيانة الجملة التي قد يعاد انتاجها بحلة جديدة او بشكل جديد «.
من هنا تاتي اهمية الحراك الانتخابي، واهمية المشاركة فيه في الترشيح والترشح ومن تقديرات حزبية يمكن البناء عليها في تجديد الروافع المدنية لتكون منطلقا من منطلقات فكرية منهجية تسهم في رفد بيت القرار بالطاقات الفكرية والشبابية الواعية وتقود لبناء حالة جديدة تقوي من روابط المنعة في المجتمع على قواعد فكرية ومنهجية جامعة، فان الظرف السياسي القادم بحاجة الى ادراك عميق لطبيعة المرحلة وكيفية التعاطي معها، وهذا ما نامل تحقيقه من نتائج في الانتخابات القادمة.