راكان خالد الخريشا
توفي 562 شخصًا إثر وقوع 160 ألف حادث سير في الأردن العام الماضي 2022، وفق تصريحات وزير الداخلية مازن الفراية، ويبدو أن هذا الرقم يفوق عدد شهداء معركة الكرامة بعشرات المرات، وبحسب مديرية الأمن العام كل 31 دقيقة يقع جريح بحوادث السير .
رغم أن أغلب خبراء النقل والمواصلات يرجعون دماء الاسفلت إلى مشكلات الطرق وضيق مساحتها وعدم إنارتها وعشوائية مطباتها، لكن لا أحد يُذكر أزمة الأخلاق التي تنخر بالمجتمع والاستهتار باستعمال الهاتف النقال أثناء قيادة المركبة والسرعة الجنونية، وسوء قيادة السيارات من جانب السائقين وتجاوزهم السرعات المقررة ، فضلا عن عمليات الاستهتار بأرواح المواطنين التي لا تزال نعاني منها حتى الآن ، وللأسف يومياً تطالعنا الصحف والمواقع الإخبارية بمجازر لحوادث المرور كان آخرها الحادث الذي توشحت به مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد في زمن قياسي، عقب الحادث المروع في محافظة إربد الذي أسفر عن 5 وفيات وإصابة 4 أشخاص بسبب قيادة مركبتين بطريقة استعراضية ومتهورة .
دماء الاسفلت ما زالت مستمرة بشكل ينم عن وجود أزمة بعقول قائدي السيارات وهذه الأرقام التي أعلنها وزير الداخلية تنذر بوجود كارثة، ويدق ناقوس الخطر، ورغم الحملات المرورية لمديرية الأمن العام لتحقيق الانضباط، وتطبيق قانون ولوائح المرور على قائدي السيارات وضبط المخالفين منهم، لكن المشهد المؤلم يؤدي إلى نفق مظلم ينتج عنه استمرارية دماء الاسفلت، لأنه ببساطة شديدة جداً كل تطور تقوم به الدولة ومؤسساتها ينسفه صاحب السرعات الجنونية والمستهتر بأرواح الناس الذي يعاني من مرض نفسي على الطريق، وكل ما علينا ويجب التأكيد عليه أن نلتزم بالسرعات المقررة على الطرق السريعة وغيرها حتى تنتهي دماء الاسفلت ونخلص من مسالة بيوت العزاء والجاهات والعطوات بسبب حوادث الطرق التي تزهق سنويا المئات من الأبرياء.