صدى الشعب- سامي القاضي
تشهد مناطق واسعة في محافظة المفرق أزمة مياه خانقة منذ أشهر، وسط شكاوى متكررة من المواطنين بانقطاع المياه لفترات طويلة، وضعف الضخ، وعدم استجابة سلطة المياه لمطالب الإصلاح، الأمر الذي فاقم معاناة الأهالي وأجبرهم على شراء صهاريج المياه بشكل أسبوعي.
وفي عدة مناطق من المحافظة، تكررت شكاوى الأهالي من وجود خطوط مياه رئيسية وفرعية مكسورة، أبرزها في بلدة الغدير الأبيض خط رئيسي «مستمر منذ سنة»، وبلدة بلعما خط رئيسي «مستمر منذ ثلاث شهور»، وخطوط فرعية في كل من بلدة حوشا «مستمر منذ خمسة أشهر»، وحي الحسين «منذ شهر»، إضافة إلى خطوط في منطقة القصبة في محافظة المفرق لم تُصلح منذ أكثر من« 20–30 يومًا».
وقال المواطن ماجد عليمات أن هناك خطي مياه مكسورين في منطقة الغدير الأبيض منذ أكثر من سنة، ويتسببان في تسرب المياه على الأرض بشكل مستمر. وأشار إلى أن محاولات السكان والجيران لتقديم شكاوى بخصوص هذا الأمر لم تجد أي استجابة حتى الآن، مع العلم أن أحد هذه الخطوط يقع بالقرب من مسجد الغدير الأبيض.
وأشار المواطن عمار المشاقبة إلى أن سكان أحد أحياء منطقة بلعما، يعانون منذ عامين من نقص مستمر في المياه، حيث يضطرون لشراء تنكات مياه أسبوعيًا، موضحًا أن المياه لا تصل للحي في الوقت المحدد بسبب تحويلها إلى مزارع بلعما عبر ممارسات غير قانونية، مضيفًا أن هناك خطوط مياه مكسورة في نفس المنطقة (حي النهضة بالقرب من مسجد أبو بكر الصديق) لم تُصلح حتى الآن رغم علم الجهات المختصة بالأمر.
أما في ضاحية الملك عبدالله، أبلغ سكان حي الضباط وحي الحسين عن انقطاع المياه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، مع تسجيل انقطاع منفصل في أجزاء من المنطقة، فيما أفاد سكان حي الفدين أن المياه منقطعة منذ شهر كامل، تصل أحيانًا فجراً لساعات معدودة قبل أن تنقطع مجددًا.
وقال أحد سكان منطقة حي الفدين عند مثلث المنشية، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن المياه لم تصل إلى المنطقة منذ شهر كامل، مشيرًا إلى أن الوضع صعب للغاية، مضيفًا: “كل أسبوع أضطر لطلب تنكة مياه، بينما يمتلك جيراني تنكات ومضخات لسحب المياه، أما أنا فلا أستطيع تحمل تكلفة شراء تنكة ومضخة.”
وفي بويضة الحوامدة – حي المدارس، يواجه السكان أزمة مستمرة منذ ثلاثة أشهر، حيث تصل المياه بضغط ضعيف ولمدة ساعة واحدة فقط أثناء التشغيل، ثم تنقطع مجددًا، رغم أن فترة التشغيل المقررة للشبكة هي ست ساعات أسبوعيًا.
ورغم تقديم الأهالي شكاوى متكررة إلى سلطة المياه بشكل أسبوعي، إلا أنهم لم يحصلوا على أي حلول، حتى نشبت مشكلات مع مشغل المياه الذي أرجع السبب إلى أعطال في المواتير الرئيسية ببئر السلطة. ويؤكد الأهالي أنهم لاحظوا تسرب المياه من بعض المواسير في بداية البلدة وأبلغوا عنها أكثر من مرة، لكن دون استجابة.
ومن جهة أخرى، قال المواطن محمد الخزاعلة إن في منطقة عين بني حسن، يعتمد السكان بشكل كبير على تنكات المياه بسبب ضعف إمدادات الشبكة، مشيرًا إلى وجود محابس مكسورة ومفتوحة جزئيًا عمدًا لمنع فتحها بالكامل، مما يزيد من معاناة الأهالي.
وأضاف الخزاعلة أن تعبئة المياه تبدأ بعد الساعة الثانية صباحًا، مؤكداً أنه بالكاد يستطيع ملء خزان بسعة متر ونصف. وأوضح أن ضعف المياه مع تحديد فترة التزويد بست ساعات في يوم واحد أسبوعياً يجعل من الصعب ملء الخزانات بشكل كافٍ.
كما أشار إلى أن منطقة حوض أبو السفير (رقم 8) على خط «الصهاه» تعاني من انقطاع كامل في المياه، قائلاً: بأن المياه لا تصل إلى منطقته على الإطلاق، موضحًا أن المنطقة تتبع قضاء الدجنية، إلا أن المشكلة تكمن في خط الصهاه المغذي للمنطقة.
وقال المواطن قاسم الحراحشة إن في منطقة إيدون بني حسن/الحي الغربي، طريق إيدون رحاب، تعاني المياه من ضعف شديد منذ أكثر من شهر، مضيفًا أن الأسبوع الحالي شهد انقطاعًا تامًا للمياه. وأوضح أن ظروف الطقس الحالية تزيد من حدة المشكلة، إذ “الجو مو محتاج شرح مع الطقس”.
وفي قرية الخناصري بمنطقة الرزين، الحي الغربي، أبلغ مواطنون عن انقطاع المياه المستمر، حيث أكد أحدهم أن المياه لم تصلهم منذ شهرين، مشيرًا إلى أن معظم سكان الحي يعانون من نفس المشكلة، معبرًا عن نيته التواصل لمتابعة الأمر.
فيما عبر مواطنون منهم ووفاء العزي وعلياء المساعيد، عن استيائهم من استمرار أزمة انقطاع المياه منذ شهور، ما أدى إلى جفاف المزروعات، ونفوق بعض المواشي، وتحملهم أعباء مالية إضافية لشراء المياه طوال الصيف، رغم أوضاعهم المعيشية الصعبة.
ويطالب أهالي المفرق وزارة المياه والجهات المعنية بالتدخل العاجل لإصلاح الأعطال وضمان وصول المياه بانتظام، محذرين من أن الأزمة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل في ظل الظروف المعيشية والمناخية الصعبة.
وتلقت صحيفة صدى الشعب صورًا وفيديوهات توثق الأعطال في شبكات المياه، وحاولت مرارًا التواصل مع مهندسين مسؤولين في سلطة مياه المفرق، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، بما في ذلك الاتصال بهاتف خدمة المواطنين التابع للسلطة سبع مرات دون استجابة.
وكما أبلغ مركز الشكاوى الموحد الصحيفة بأن سلطة مياه المفرق لا تتعاون بشكل كافٍ مع الوزارة والمركز، حسب ما ذكره موظف الخدمة، وذلك بعد تقديم شكوى بصفة مواطن، بعدما إن قام المواطنون بإبلاغ الصحيفة بعدم حل أي مشكلة بالرغم من التواصل مع مركز الشكاوي الموحد.
وفي ختام التقرير، تؤكد صحيفة صدى الشعب وجود ما يقارب الثلاثين شكوى متعددة من عدة قرى وأحياء سكنية في المحافظة لم تُدرج في هذا التقرير، مع وجود صور وفيديوهات موثقة تظهر ضعف المياه ووجود خطوط رئيسية وفرعية مكسورة منذ فترات طويلة تتراوح ما بين شهر وحتى سنة دون أي إصلاح.
وتؤكد الصحيفة التزامها بمتابعة المستجدات وتقديم هذه المعاناة أمام الجهات المسؤولة، مع التأكيد على أهمية محافظة المفرق كمغذي رئيسي بالمياه لمحافظات أخرى، مما يضاعف من أهمية حل هذه الأزمات المائية بشكل عاجل.
