تحذير من انتشار الأفاعي والحشرات خلال موجة الحر
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
حذّر مدير الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين، المهندس محمود العوران، من الآثار المدمرة التي قد تخلفها موجة الحر الاستثنائية التي تتعرض لها المملكة في هذه الفترة، مؤكدًا أنها تختلف جذريًا عن الموجات المعتادة، نظرًا لتزامنها مع ثلاثة عوامل مناخية متشابكة منها ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وانتشار كثيف للغبار والأتربة، وحالات عدم استقرار جوي قد تترافق مع هطول أمطار.
وقال العوران، خلال حديثه لـ”صدى الشعب”، إن اجتماع هذه الظروف المناخية يشكل بيئة مثالية لانتشار الأوبئة الزراعية والآفات الضارة، سواء على مستوى الإنتاج النباتي أو الثروة الحيوانية، مشيرًا إلى أن المزارعين بدأوا بالفعل ملاحظة تغيرات واضحة في نمو المحاصيل وسرعة نضوجها.
نضوج مبكر وانخفاض متوقع للأسعار
وأوضح أن المحاصيل الخضرية، ستشهد تسارعًا ملحوظًا في النضوج نتيجة الارتفاع الحراري، ما يؤدي إلى زيادة الكميات الواردة إلى أسواق الجملة المركزية خلال فترة زمنية قصيرة، وهو ما سينعكس على الأسعار بانخفاض ملحوظ، نظرًا لزيادة العرض مقارنة بالطلب.
وأكد أن الأمر لا يقتصر على الخضروات، إذ يتوقع أن تشهد الأشجار المثمرة من الفواكة نفس النتيجة، مع تزايد الكميات المطروحة في الأسواق خلال الأسابيع المقبلة، ما قد يؤثر على الجدوى الاقتصادية للمزارعين.
وأشار إلى أن تأثير الحرارة لا يتوقف عند تسريع النضوج، بل يمتد ليشمل جودة المنتج الزراعي، حيث يُعد الغبار بيئة خصبة لنمو وانتشار بعض أنواع الآفات والحشرات التي لم تكن موجودة بنفس الكثافة في الظروف العادية.
وأضاف أن الحرارة المرتفعة نفسها عامل محفز لظهور آفات أخرى، الأمر الذي يزيد من حجم الخسائر المحتملة.
المياه بين شح الموارد والحاجة إلى زيادة الري
ودعا المزارعين إلى تبني استراتيجيات وتقنيات ري حديثة أكثر كفاءة، مثل الري بالتنقيط والري تحت السطح، مشددًا على ضرورة زيادة عمليات الري خلال هذه الفترة لتعويض الفاقد الناتج عن التبخر السريع في ظل ما تعانيه المملكة من شح في الموارد المائية.
كما نصح بوقف عمليات التسميد مؤقتًا، واختيار ساعات الصباح الباكر أو المساء لري المحاصيل، وفي حال استخدام المبيدات، يفضل أن تتم في ساعات المساء المتأخرة لتفادي تلف النباتات.
وحذر العوران مربى الثروة الحيوانية من انتشار الحشرات والافاعي، داعياً إلى تأمين صغار المواليد في أماكن مظللة وتزويدها بمياه الشرب الكافية، وإبقاء الأمهات في حضائر مظللة طوال النهار، مع تخصيص ساعات الصباح الباكر أو المساء للرعي.
وشدد على ضرورة أن يكون مربو المواشي على وعي بمخاطر انتشار الأفاعي والحشرات السامة في هذه الأجواء، خاصة خلال ساعات الرعي المبكرة أو المتأخرة.
وأكد أن التغيرات المناخية لم تعد مجرد ظاهرة عابرة، بل تحولت إلى تحدٍ رئيسي يهدد استدامة القطاع الزراعي في الأردن، موضحاً أن آثار هذه التغيرات تتجاوز شح المياه لتشمل تقلبات حادة في درجات الحرارة، ما بين الارتفاع والانخفاض غير المألوف، وهو ما يربك المزارعين ويؤثر على خططهم الإنتاجية.
وشدد العوران على ضرورة أن تتبنى الحكومة إجراءات عاجلة لدعم المزارعين، من خلال تخفيف أعباء كُلف الكهرباء وأسعارها، خاصة أن الزراعة تعتمد بشكل أساسي على تشغيل المضخات والمعدات المرتبطة بالطاقة الكهربائية.
واعتبر أن هذا الدعم ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان استمرار الإنتاج الزراعي وتوفير الأمن الغذائي للمملكة في مواجهة التحديات المناخية المتصاعدة.
وتشهد المملكة منذ مطلع هذا الأسبوع موجة حرّ شديدة وغير اعتيادية، حيث تشير تقارير دائرة الأرصاد الجوية إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة يتجاوز معدلاتها العامة لهذا الوقت من السنة بـ7 إلى 9 درجات مئوية، خصوصًا في مناطق الأغوار، البادية، والجنوب.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الأجواء اللاهبة حتى نهاية الأسبوع المقبل، وسط تحذيرات متكررة من الجهات المختصة بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي آثارها الصحية والبيئية.






