صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكد ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن المهندس جمال عمرو، أن المخزون الغذائي في المملكة بمختلف أصنافه في وضع “ممتاز جدًا”، مشيرًا إلى توفر كميات كبيرة من السلع الأساسية، ما يضمن استقرار السوق المحلي وعدم تأثره بشكل مباشر بالتقلبات العالمية في الأسعار.
وأوضح عمرو، خلال حديثه لـ”صدى الشعب”، أن مخزون المملكة من القمح، وفقًا لبيانات وزارة الصناعة والتجارة والتموين، يكفي لمدة تتجاوز تسعة أشهر، في حين أن كميات السكر المتوفرة كبيرة جدًا، سواء تلك المخزنة في المستودعات أو المشحونة بالطريق، إضافة إلى الكميات المتوفرة “تحت اليد” في ميناء جدة، ما يضمن تغطية الحاجة المحلية لما لا يقل عن ستة أشهر.
وأضاف أن مخزون الأرز الحالي يكفي لأربعة أشهر، وهو من النوعين البسمتي الهندي والمتوسط، مشيرًا إلى أن عمليات الاستيراد خلال شهري آب وأيلول تكون محدودة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن الموسم الجديد للاستيراد يبدأ مطلع تشرين الأول، حيث تدخل كميات كبيرة من الأرز إلى السوق.
وفيما يتعلق بالبقوليات، أوضح أن الكميات المتوفرة جيدة، خصوصًا بعد موسم الحصاد الذي تم خلال شهر حزيران، حيث أبرم التجار عقود توريد يتم شحنها خلال شهري تموز وآب، وستصل كميات أخرى خلال أيلول المقبل، وتشمل مختلف الأصناف مثل العدس المجروش، والعدس الحب، والفاصولياء.
وبشأن انعكاسات ارتفاع الأسعار العالمية على السوق المحلي، أشار إلى أن السوق الأردني لم يشهد تأثرًا مباشرًا حتى الآن، باستثناء سلعتين فقط شهدتا ارتفاعًا محدودًا في الأسعار هما الزيوت النباتية (دوار الشمس، النخيل، الصويا)، وذلك نتيجة زيادة عالمية تتراوح بين 3 إلى 5%، لكنها لم تنعكس بشكل كبير على السوق المحلي.
وأضاف أن أسعار مشتقات الحليب شهدت ارتفاعًا محدودًا، لكنه لم يكن له تأثير كبير على أسعار السوق، مشيرًا إلى أن دراسات منظمة الأغذية والزراعة (فاو) أظهرت أن بعض السلع سجلت ارتفاعًا في بعض الدول، لكن تأثير ذلك على السوق الأردني يظل محدودًا على المدى القصير.
وبيّن أن أسعار سلع رئيسية مثل الأرز، والسكر، والبقوليات شهدت خلال العامين الماضيين انخفاضًا مقارنة بما كانت عليه خلال فترة جائحة كورونا وما بعدها، مرجعًا ذلك إلى تحسن الإنتاج العالمي في بعض السلع واستقرار سلاسل التوريد.
وقال إن السلع الغذائية الأساسية في المملكة متوفرة بكميات ممتازة، لافتًا إلى أن معظم المحاصيل تعتمد على المواسم، حيث يُتوقع بدء موسم استيراد الأرز في تشرين الأول، إضافة إلى استمرار إنتاج السكر في ميناء جدة، ما يضمن توفره بشكل دائم.
وأضاف أن بعض أنواع البقوليات تصل حاليًا من سوريا، ومع فتح المعابر، مثل معبر باب الهوى، من المتوقع أن تتسارع وتيرة الشحن من تركيا وروسيا وبلدان أوروبا الشرقية، ما سيساهم في تقليل الكلف وتحسين زمن التوصيل.
وفيما يتعلق بإمكانية تصدير بعض المواد الغذائية إلى قطاع غزة، في حال السماح بذلك، أكد أن المخزون المحلي كافٍ، وأن التجار مستعدون لتلبية أي احتياجات إنسانية أو طارئة، سواء من السلع المنتجة محليًا مثل المعلبات أو المستوردة مثل السكر، الأرز، والزيوت.
وأكد على أن الأسواق المحلية تشهد ركودًا ملحوظًا، مشيرًا إلى أن الطلب خلال موسم الصيف كان أقل من المعتاد، حتى مع عودة المغتربين، ما أسهم في بقاء الأسعار ضمن مستويات مستقرة.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، قد أعلنت عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية العالمية في تموز إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عامين، مدفوعة بارتفاع أسعار اللحوم والزيوت النباتية، حيث بلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء، الذي يتتبع التغيرات الشهرية لأسعار سلة من السلع الغذائية الأساسية المتداولة عالميا، 130.1 نقطة في تموز 2025، مسجلا بذلك زيادة 1.6% عن حزيران.
