التدخين السلبي خطر يهدد صحة غير المدخنين
صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة
حذر الدكتور محمد حسن الطراونة، رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، من الأضرار الصحية الخطيرة التي يسببها التدخين السلبي، خاصة على غير المدخنين، من الأطفال والحوامل والبالغين، مشددًا على ضرورة التوعية والحماية من هذه الظاهرة.
كما عرف الدكتور الطراونة التدخين السلبي بأنه استنشاق دخان السجائر المنبعث من المدخن، أو الدخان الناتج عن نهاية السيجارة المشتعلة أو الأرجيلة، والذي يتنفسه الأشخاص المحيطون بالمدخن من غير المدخنين.
وأشار إلى أن للتدخين السلبي أضرارًا عديدة منها تأثير ضار على القلب والأوعية الدموية وتهيج المجاري التنفسيةايضاً خطر كبير على الأطفال، حيث يزيد من فرص إصابتهم بالربو، والتهابات الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي وخطر مميت للرضع، إذ قد يؤدي إلى ما يسمى بموت المهد المفاجئ
بالإضافة إلى أنها تعرض الحوامل والأجنة لمخاطر صحية، حتى وإن كانت المرأة الحامل غير مدخنة لكنها تتعرض للدخان وزيادة احتمالات الإصابة بسرطان الرئة لدى البالغين غير المدخنين بنسبة تتراوح بين 20% و30%.
وأشار برسالة مهمة للمدخنين قائلاً:
“لا ضرر ولا ضرار، التدخين مضر بصحتك فلا تضر صحة الآخرين.”
وابدى الدكتور الطراونة قلقه المتزايد من الانتشار الكبير لتدخين السجائر الإلكترونية بين المراهقين والأطفال، معبراً عن استيائه من سهولة توفر هذه المنتجات دون رقابة صارمة أو ضوابط تمنع بيعها لمن هم دون سن الثامنة عشرة.
وأوضح أن رغم توقيع وزارة الصحة الأردنية على اتفاقية مكافحة التبغ مع منظمة الصحة العالمية، التي تمنع التدخين داخل المنشآت العامة وبيع منتجات التبغ للقاصرين، إلا أن التطبيق العملي لهذه البنود لا يزال ضعيفًا.
الدراسات تحذر من أضرار التدخين الإلكتروني على الرئة
وأشار الطراونة إلى نتائج دراسة أجرتها الجامعة الوطنية الأسترالية ونشرتها المجلة الطبية الأسترالية، والتي أكدت أن مدخني السجائر الإلكترونية يستنشقون مزيجًا معقدًا من المواد الكيميائية التي تحتوي على 240 مادة، منها 40 مادة سامة و30 مادة ضارة جدًا بالصحة، خصوصًا للرئتين.
وأظهرت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة زيادة ملحوظة في نسب تدخين السجائر الإلكترونية بين المراهقين وطلاب المدارس، وهو ما أدى إلى ظهور مصطلح طبي جديد يعرف بـ”أمراض الرئة الناتجة عن التدخين الإلكتروني”.
وفي هذا السياق، أطلقت حكومة المملكة المتحدة خطة بقيمة ثلاثة ملايين جنيه استرليني لمكافحة البيع غير القانوني للسجائر الإلكترونية بين الأطفال.
المخاطر الصحية للسجائر الإلكترونية
وأكد الطراونة أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الرئوية الفيروسية والبكتيرية، إضافة إلى أمراض الربو والارتداد الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي، كما أظهرت مجلة البحث السريري الأمريكية.
كما أكد أن وجود العديد من المواد السامة في السجائر الإلكترونية يزيد من خطر الإصابة بسرطان الشفاة والرئة واللسان، وتصلب شرايين القلب، مما يضاعف التكاليف الصحية للعلاج.
استراتيجية منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ
ذكر الطراونة أن منظمة الصحة العالمية أطلقت في عام 2007 استراتيجية شاملة لمكافحة التبغ، حيث يُعد التدخين السبب الرئيسي لوفاة حوالي 8 ملايين شخص سنويًا في العالم، منهم مليون نتيجة للتدخين السلبي.
ووضح الطراونة أن الاستراتيجية شملت ستة بنود رئيسية منها رفض تعاطي منتجات التبغ وعرض المساعدة للإقلاع عن التبغ والتحذير من أخطار التبغ ايضًاوضع قيود على الإعلان والترويج لمنتجات التبغ وزيادة الضرائب المفروضة على منتجات التبغ ووضع قيود على استعمال التبغ في الأماكن العامة.
وبالرغم من هذا النجاح في خفض استعمال منتجات التبغ عالميًا، حذرت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا من ترويج شركات السجائر الإلكترونية بين الأطفال والشباب، معتبرة إياها خطرًا متزايدًا بسبب تعدد النكهات والترويج بأنها آمنة للإقلاع عن التدخين، وهو أمر رفضته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
الأضرار الصحية للسجائر الإلكترونية على الحوامل والجنين
وأشار الطراونة إلى دراسة أجرتها جامعة بوسطن أكدت أن النيكوتين في السجائر الإلكترونية يسبب الإدمان، ويضر بالقلب والرئتين والدماغ، كما يؤدي إلى الولادة المبكرة وولادة جنين بوزن أقل من الطبيعي، إضافة إلى الإضرار بالخلايا المناعية في الرئتين، وزيادة احتمال الإصابة بالالتهابات الرئوية الفيروسية.
ضرورة تكثيف الرقابة لحماية الأطفال والشباب
في ختام حديثه، ناشد الدكتور الطراونة السلطات الصحية الأردنية، ممثلة بوزارة الصحة، بضرورة تكثيف الرقابة وتطبيق الحظر على التدخين في الأماكن العامة، بالإضافة إلى منع الإعلان والترويج للسجائر الإلكترونية، والتعاون مع ما تصدره منظمة الصحة العالمية من توصيات، مؤكداً أن الضرر الناتج عن السجائر الإلكترونية يفوق أضرار السجائر التقليدية.






