كتب أ.د خلف خازر ملحم الخريشة – شاءت الأقدار أن يكون الأردن ثاني أكثر بلدان العالم فقرا في مصادر المياه … كما ترسّخ الإيمان لدينا بأن انقطاع المياه أضحت مشكلة شائعة لدى الكثيرين في الأردن … بل وفي كل حي من أحيائها الفقيرة … لكن قدر سكّان بلدية الباسلية ( الحرش ) في محافظة المفرق مغاير لكل الأقدار التي شهدتها البشريّة … إذ قد تنقطع المياه لمدة يوم … أسبوع … شهر … سنة … أمّا أن يستمر انقطاعها لمدة عامين متتاليين مما دفع المقتدرين من أبناء المنطقة إلى الاستعانة بشراء صهاريج المياه حيث أصبح شغلهم الشاغل كيفية سداد فواتير صهاريج المياه التي تثقل كاهلهم الشهري … بينما البعض الآخر لا حول له ولا قوّة سوى أن يتضرّع بالدعاء … رافعا يديه إلى السماء … مرددا … ” يا امّ الغيث غيثينا … واسقي زريع راعينا ” … متسائلا حول جدوى وجود سلطة مياه هدفها تقديم رزمة فواتير متراكمة من مياه غير موجودة أصلا بحجة اهتراء البنية التحيتية لمواسيرها ، والوعد بإصلاحها … كم من شكوى قدّمت للجهات المعنية من وزارة ، ومحافظة ، وبلدية … إلا أن قرع الطبول هذا لم يؤتي أكله … وما زالت المشكلة هي هي … شكوى تلو شكوى … ولا حياة لمن تنادي …وكأن سلطة مياه اليرموك بأفرعها المختلفة ، فوق كل ذي سلطة … ويبقى السؤال : متى تحل مشكلة المياه في منطقة الحرش / الباسلية ؟! … ومتى يمكن أن تصعد المياه للطابق الثاني كون أن الطابق الأول لم تصله المياه أصلا منذ سنتين ؟ ! … ويبقى طقس ” أم الغيث ” من أبرز الطقوس الإيمانية التي استنها الأردنيون لجلب المياه إلى بيوتهم … فهل من مجيب ؟ ! .





