صدى الشعب – كتب محمد علي الزعبي
شهدت العاصمة الأردنية عمّان محطة فارقة في مسيرة العمل الشبابي العربي، باختتام لقاء العواصم العربية وانطلاق فعاليات “عمّان عاصمة الشباب العربي 2025″، في مشهد يُعبّر عن التزام المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وبدعم ومتابعة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بتعزيز العمل العربي المشترك، وتمكين الشباب باعتبارهم حراس المستقبل وركيزة الاستقرار.
جاء اللقاء الذي نظمته وزارة الشباب الأردنية بالشراكة مع جامعة الدول العربية ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، بمشاركة واسعة من وفود الدول العربية، تتويجًا لرؤية شاملة، عززت من موقع الأردن كحاضنة للمبادرات الشبابية القومية، وكمساحة آمنة لتبادل التجارب والسياسات بين العواصم العربية في ملفي الشباب، والسلم والأمن.
وقد تميزت الفعالية بإطلاق وتدشين الاستراتيجية العربية للشباب والأمن والسلم، كإطار عربي شامل يهدف إلى دمج الشباب في عمليات بناء السلام، ومنع النزاعات، وتعزيز المشاركة السياسية والمجتمعية، مستلهمةً في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة، خاصة القرار 2250، بما يتماشى مع السياقات الوطنية للدول العربية، ويستجيب لطموحات الشباب العربي في الأمن والكرامة والتنمية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد معالي المهندس يزن الشديفات وزير الشباب الأردني أن هذه الاستراتيجية تأتي كأحد مخرجات تجديد وتحديث منظومة العمل العربي المشترك، وكمحطة تحول في تمكين الشباب من لعب أدوار قيادية في تحقيق الأمن المجتمعي، ومواجهة التحديات العابرة للحدود كالتطرف والتغير المناخي والبطالة. وبيّن أن الأردن، من خلال وزارة الشباب، سيواصل العمل بشكل تكاملي مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية لضمان تطبيق هذه الرؤية وتحويلها إلى برامج عملية ومؤثرة.
وقد شهدت الفعاليات العديد من الجلسات الحوارية، والعروض الشبابية من الدول المشاركة، وورش العمل حول السلم المجتمعي، وبناء الثقة، والإعلام الشبابي، والتمكين الاقتصادي، ليُصبح هذا اللقاء منصة جامعة تعبّر عن حيوية الشباب العربي وقدرته على التأثير الإيجابي في مسارات التنمية وصنع القرار.
كما كان لوفود الدول العربية المشاركة دورٌ بارزٌ في إثراء النقاش، وأكدوا دعمهم الكامل لدور الأردن في رئاسة هذه الدورة من عاصمة الشباب العربي، وأشادوا بمستوى التنظيم، والرؤية الشمولية التي طبعت الفعاليات، منوهين بأن عمان اليوم باتت منارة عربية شبابية بامتياز.
إن هذه المحطة ليست سوى بداية لمسار حافل طوال عام الشباب العربي في عمان، حيث تنتظرنا فعاليات نوعية، وبرامج ريادية، ستشكل نقطة تحول في مسيرة الشباب العربي، وتكرّس من عمان عاصمةً للهوية والانفتاح والأمل العربي المتجدد.






