الأرصاد لـ‘”صدى الشعب” : درجات الحرارة قد تصل إلى 45 ببعض مناطق المملكة
صدى الشعب _سليمان ابو خرمة
تتأثر المملكة هذه الأيام بكتلة هوائية حارة مصدرها صحراء شبه الجزيرة العربية إذ تتسبب بحدوث موجة حر شديدة وارتفاع ملموس على درجات الحرارة، وتعد هذه الموجة اول الموجات الحرارة في هذا الصيف.
وقال مدير، إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد ال خطاب، إن تأثير موجة الحر التي تتعرض لها المملكة بداءً منذ يوم الأربعاء، مضيفًا أن تأثير الموجة سيستمر ممن يوم الأربعاء إلى يوم السبت وتتراجع يوم الأحد شدة الحرارة.
وأشار الخطاب في حديثه لـ”صدى الشعب” إلى أن درجة الحرارة في العاصمة عمان تتراوح العظمى بين 37 إلى 38 درجة وقد تلامس الـ39 خلال هذه الأيام، لافتًا إلى أن هذه الموجة تعتبر أول موجة حر تأثر على المملكة في هذا الصيف.
وأضاف، أن الدرجات الحرارة في المناطق المنخفضة، مثل الأغوار والبحر الميت والعقبة ومناطق البادية قد تصل إلى 43 – 45 درجة خلال أيام هذه الموجة.
ولفت إلى أن درجات الحرارة خلال موجة الحر تكون متقاربة، مشيرًا إلى أن ذروة الموجة تكون خلال يومي الجمعة والسبت حيث ترتفع درجات الحرارة أعلى مما سبق بنسب قليلة.
وأكد خطاب على ضرورة اخذ الحيطة والحذر وعدم الاستهانة بتوصيات دارة الأرصاد للتعامل مع مثل هذه الأجواء، حيث نبه من عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس في وقت الذروة فترة الظهيرة وعدم ترك الأطفال داخل المركبات المغلقة.
ونصح خطاب شرب المياه بشكل متكرر وكميات جيده وعدم إشعال النيران بالقرب من الأعشاب والأشجار وذلك بسبب سهولة انتشارها، منوهًا إلى ضرورة ارتداء الملابس الخفيفة والقبعات لمن تتطلب طبيعة عملهم التواجد تحت أشعة الشمس.
من جهته، حذر الدفاع المدني المواطنين من التعرض لأشعة الشمس حيث أكد الملازم أول عبدالله السعودي من مديرية الإعلام والشرطة المجتمعية للدفاع المدني، أن المديرية على استعداد مسبق للتعامل مع احتياجات المواطنين خلال الكتلة الهوائية الحارة التي ستؤثر على الأردن الأربعاء المقبل.
وتحدث السعودي في تصريحات إذاعية عن نصائح للمواطنين خلال موجر الحر، مؤكدا أن الوقاية خير إجراء لتلافي وقوع أي حادث خلال موجة الحر.
وزاد، أنه ومع ارتفاع درجات الحرارة تسجل حوادث نتيجة عدم التقيد بمتطلبات السلامة العامة، وتكثر أحيانا حوادث الغرق وحرائق الأعشاب الجافة والأشجار.
وعلى صعيد متصل، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن مطلع شهر تموز الجاري كان الأسبوع الأشدّ حرارة على الإطلاق لكوكب الأرض، مشيرة إلى أن حزيران الماضي، كان أعلى حرارة منه في أي عام آخر، بحسب ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية.
وعزت المنظمة التابعة للأمم المتحدة سبب ذلك إلى تغير المناخ والمراحل الأولى من ظاهرة النينيو المناخية.
وذكرت المنظمة العالمية في بيان: “العالم شهد الأسبوع الأشد حرارة على الإطلاق، وفقاً للبيانات الأولية”، مشيرة إلى أن درجات الحرارة وصلت لأرقام قياسية على اليابسة وفي المحيطات، وقد تكون لها “آثار مدمرة على النظم البيئية والبيئة”.
بدوره، قال كريستوفر هيويت، مدير خدمات المناخ في المنظمة: “نحن في وضع غير مألوف ونتوقع مزيداً من الارتفاعات القياسية مع استمرار تطور ظاهرة النينيو وامتداد تأثيراتها حتى عام 2024، وهذه أنباء مقلقة لكوكب الأرض”.
“خارج السيطرة”
وتستعد الولايات الجنوبية الغربية في الولايات المتحدة لأسبوع آخر من درجات الحرارة المحرقة، بعد أن مدد خبراء الأرصاد، تحذيرهم من ارتفاع درجات الحرارة خلال مطلع الأسبوع في المنطقة الأكثر ازدحاماً بالسكان في ولاية أريزونا، وحذروا السكان في أجزاء من نيفادا ونيو مكسيكو من الخروج من منازلهم.
وقالت وزارة الموارد الطبيعية الكندية الأسبوع الماضي، إن عدد حرائق الغابات في البلاد؛ بما في ذلك أكثر من 670 حريقاً الجمعة ؛ “وصل إلى مستوى غير متوقع” مع صيف طويل وصعب.
وأدى الدخان الناتج عن الحرائق هذا الموسم إلى تلوث الهواء في كندا والولايات المتحدة المجاورة، وطال تأثيره أكثر من 100 مليون شخص.
وفي الولايات المتحدة، شهدت تكساس ظاهرة “القبة الحرارية” التي يُحتجز خلالها الهواء الساخن في الغلاف الجوي مثل الفرن الحراري، أما في أوروبا، فتستعد إسبانيا لموجة الحرارة الثانية في ظرف أسابيع.
وفي جنوب العراق، شهدت أهوار العراق أشد موجة حرارة خلال الأربعين عاماً الماضية، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة التي حذرت من “تأثير مدمر” على النظام البيئي وكذلك المزارعين ومصائد الأسماك.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: “إن الوضع الذي نحن فيه الآن دليل على أن تغير المناخ خارج عن السيطرة”.
الوفيات المرتبطة بالحرارة
وفي السياق ذاته، تسبب درجات الحرارة المرتفعة عن المعتاد أيضاً مشكلات صحية تتراوح بين ضربة الشمس والجفاف إلى إجهاد القلب والأوعية الدموية.
ووجد بحث نُشر، الإثنين أن أكثر من 61 ألف شخص ماتوا بسبب الحرارة خلال صيف عام 2022 الاستثنائي في أوروبا.
وكانت غالبية هذه الوفيات لأشخاص تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، وحوالي 63% ممن ماتوا بسبب الحرارة كن نساء، وفقاً للبحث الذي نُشر في مجلة Nature Medicine
ويقول الخبراء إن الإجهاد الحراري وضربة الشمس يزدادان شيوعاً مع تزايد تأثيرات تغير المناخ.
وتعتبر ضربة الشمس أخطر الأمراض المرتبطة بالحرارة وتحدث حين يفقد الجسم قدرته على التعرق.
وقال جون فيلمنغ، الطبيب وعالم طب الطوارئ بجامعة نيو مكسيكو، إن الجسم يحاول التعويض عن ذلك بضخ الدم إلى الجلد لتبريد الجسم. وكلما تنفس الشخص أكثر، زاد فقده للسوائل، وبالتالي يزداد جفافه.
وأضاف: “لذا فأول الأشياء التي تحدث هو أن تبدأ العضلات في الشعور بالتعب مع تحول الدم. وبعد ذلك قد تصاب بتلف في الأعضاء فتتوقف الكلى، والطحال، والكبد عن العمل”.
كما أشار إلى أن هذا الضغط على الجسم قد ينتج عنه عدم وصول ما يكفي من الدماء إلى الدماغ، لافتاً إلى أن كبار السن والأطفال والمصابين بمشكلات صحية أكثر عرضة للتأثر بارتفاع درجات الحرارة.