مشروع تأهيل وتطوير سفح جبل القلعة الجنوبي يعيد الحياة للمكان وبما يتلاءم مع عراقة وتاريخ عمان
صدى الشعب- كتابة وتصوير – ندى جمال
يطل سفح جبل القلعة الجنوبي على منطقة وسط البلد، ويمتد على طول شارع هاشم خير، ويضم عدة مباني سكنية حديثة، وهي مبنية على بقايا أثرية وتراثية، وبعض هذه المباني مسكونة والأخرى مهدمة ومهجورة.
يعد مشروع تأهيل وتطوير سفح جبل القلعة الجنوبي، من أهم المشاريع التي تنفذها دائرة الآثار العامة ووزارة السياحة والآثار وبالشراكة مع أمانة عمان الكبرى والمركز الأمريكي للأبحاث الشرقية.
يؤرخ جبل القلعة من خلال منطقة السفح الجنوبي الى التطور العمراني الذي شهدته مدينة عمان منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين ويحمل هذا المكان خصوصية عمرانية تؤرخ لتطور عمان القرية الى عمان المدينة ومن خلال هذا المشروع تم العمل على توثيق كافة المباني التي تؤرخ لبداية نشأة مدينة عمان وتقنيات البناء المتبعة بأسلوبها التراثي وكيف تطور بمراحله المختلفة ويمكن القول ان هذا المشروع قد أرخ الى بداية تشكل الهوية المعمارية لمدينة عمان .
كما عمل المشروع إلى تطوير نظرة الآثاريين والعاملين في مجال الحفريات والصيانة والترميم إلى محيط المواقع الأثرية وماهي العلاقة المكانية والتاريخية التي تربط بين الموقع ومحيطه المعماري؟؟ وهل القلاع أو اسوار المدن تعني انتهاء الحركة العمرانية والحضارية؟؟ أم أن هنالك امتداد معماري ساهم في تشكيل الهوية المعمارية للمدن ؟؟.
أهداف المشروع..
يهدف المشروع إلى تطوير مسار سياحي جديد يربط منطقة جبل القلعة مع منطقة وسط البلد عبر السفح الجنوبي والبوابة الجنوبية لجبل القلعة، وذلك عن طريق إعادة تأهيل وتطوير المنطقة بشكل كامل، وإعادة ربط المدينة العليا بالمدينة السفلى، وتأهيل الأدراج التي تصل بين جبل القلعة ومنطقة وسط البلد، وذلك بهدف إحداث نقلة نوعية لتحويل المنطقة إلى منطقة جذب سياحي مما يعمل على تعزيز النشاط التجاري فيها، بالإضافة لخلق بيئة حيوية تتناسب وتليق بوسط مدينة عمان ومكانتها التاريخية والتراثية باعتبارها تشكل بداية ظهور الأحياء السكنية ونواة المدينة خلال بداية القرن العشرين وتعزز دور ومكانة موقع جبل القلعة الأثري كمقصد سياحي مهم، عبرإيجاد نظام خدمات متكامل يوفر للسائح كافة متطلباته، ليكون الموقع متنفساً حيوياً للسياحة الداخلية ومكانًا لإشراك المجتمع المحلي من خلال التشاركية في العمل وتوفير الفرص الاقتصادية، ورابطاً مهما يصل تاريخ عمان القديم بالمعاصر عبر الولوج بمختلف الحقب التاريخية وصولاً إلى المدينة العصرية.
اسباب التجديد والوقت المستغرق
بدأت أعمال المشروع في شهر أذار من عام 2021 وانتهت في شهر كانون الأول من عام 2022 وقد نفذ المشروع على عدة مراحل، حيث بدأت المرحلة الأولى بتنفيذ أعمال إزالة أنقاض المباني المتهدمة ونقلها يدوياً عن طريق العمال من الموقع وتنفيذ أعمال الحماية والترميم والتقوية للجدارن التراثية وجدران المباني التراثية والغرف، بينما اشتملت المرحلة الثانية على تنفيذ مسار سياحي يضم الأدراج والممرات وأعمال الإنارة وتنفيذ وسائل السلامة العامة بما يسهم في سهولة الوصول إلى الموقع والخروج منه.
الترميم مع مراعاة الأصالة
ينوه أن الأعمال التي نفذت هي أعمال حماية وترميم للمعالم الأثرية والتراثية وليست أعمال تجديد حيث يؤخذ بعين الاعتبار المحافظة على أصالة المعلم الأثري والتدخل بأقل الأعمال التي تهدف فقط إلى سلامة وحماية المعلم الأثري فقط .
وضمن أعمال تأهيل المسار السياحي اتبعت أسس وقواعد من شأنها الحفاظ على قيمة الإرث الثقافي للموقع من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة لا تؤثر سلباً على البقايا التراثية المتبقية ومراعاة البنية التحتية وتصريف مياه الأمطار واستدامة الموقع وإمكانية إجراء أعمال صيانة مستقبلية عند الحاجة بالإضافة إلى مراعاة المنظر العام عبرإزالة كافة التشوهات البصرية المحيطة.
شمولية المشروع
أعمال المشروع شملت بالإضافة إلى إنشاء المسارات والأدراج وأعمال الإضاءة والسلامة العامة تنفيذ أعمال ترميم للأدراج الحجرية الرومانية وترميم وصيانة الأبراج على جانبي البوابة بالإضافة إلى ترميم العديد من الجدران التراثية والغرف.
مصادر التقرير”فريق عمل دائرة الآثار العامة”:
مدير عام دائرة الآثار العامة أ.د . فادي بلعاوي
مستشار المدير العام السيد باسم المحاميد
مدير مديرية آثار محافظة العاصمة السيد عاصم عصفور