أوغلو: لا تنمية اقتصادية دون استقرار سياسي وأمني في الإقليم
الشوحة: علاقات تاريخية وموقع استراتيجي يدعمان الانفتاح على الشراكة التركية
أبو حسان : 2000 منشأة صناعية وصادرات تتخطى 1.2 مليار دولار
صدى الشعب – عرين مشاعلة
زار السفير التركي لدى المملكة يعقوب جايماز أوغلواليوم الأحد محافظة إربد، يرافقه مدير المركز الثقافي التركي “يونس أمره” أنصار فرات، والملحق التجاري في السفارة مهمت أورال، حيث التقى في زيارتين منفصلتين برئيس وأعضاء مجلسي إدارتي غرفة تجارة إربد وغرفة صناعة إربد، في أول زيارة رسمية له للمدينة منذ توليه مهامه الدبلوماسية في عمان.
وأكد السفير التركي خلال اللقاءين أن هذه الزيارة تحمل طابعًا خاصًا بالنسبة له كونها الأولى إلى محافظة إربد وإلى غرفتي التجارة والصناعة فيها، مشيرًا إلى أن العلاقات الأردنية التركية راسخة وقائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وأنه يتطلع إلى توسيع آفاق التعاون بين البلدين، خصوصًا في المجالين التجاري والصناعي، بما يخدم مصالح الشعبين.
وشدد السفير أوغلو على أن تركيا تؤمن بأن لا تنمية اقتصادية حقيقية دون استقرار سياسي وأمني لافتًا إلى أن دعم الاستقرار في الإقليم يشكّل أولوية لا سيما في ظل ما تشهده فلسطين من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وما تمر به سوريا من تحديات. وقال: “نحن في تركيا لا نريد حربًا في أي من دول الجوار، لا في فلسطين ولا في سوريا، بل نريد عودة الاستقرار لسوريا، وتعافيها الكامل ووقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، لأن الاستقرار أهم من الصناعة والتجارةولا تجارة ولا صناعة تنجح ما لم يكن هناك أمن وسلام”.
وكشف أوغلو عن وجود تنسيق دبلوماسي رفيع بين البلدين، شمل زيارات متبادلة بين وزيري الخارجية، وزيارة سمو ولي العهد إلى تركيا، واستقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لسموه .
مشددًا على أن أنقرة وعمان تعملان بتكامل من أجل دعم الاستقرار وتعزيز التعاون الثنائي على جميع الأصعدة، بما في ذلك مساعدة الأشقاء في سوريا وفلسطين.
و أعرب مدير المركز الثقافي “يونس أمره” أنصار فرات عن استعداد المركز لتوسيع أنشطته الثقافية في محافظة إربد، بالتعاون مع المؤسسات المحلية لما لذلك من دور في تعزيز التفاهم المشترك وتوطيد العلاقات بين الشعبين.
وأكد الملحق التجاري مهمت أورال أهمية فتح قنوات مباشرة بين رجال الأعمال الأردنيين والأتراك وتقديم التسهيلات الممكنة لتعزيز حجم التبادل التجاري بما يحقق مصالح الطرفين.
من جهته، رحّب رئيس غرفة تجارة إربد محمد الشوحة بالسفير التركي والوفد المرافق مشيدًا بالعلاقات التاريخية بين الأردن وتركيا، ومؤكدًا أهمية البناء على هذه العلاقات لتوسيع مجالات التعاون التجاري والثقافي.
وقال الشوحة: “مدينة إربد تمثل بوابة الاقتصاد في شمال المملكة وتمتاز بموقع استراتيجي حيوي وشبكة علاقات اقتصادية قوية محليًا وإقليميًا وعلينا جميعًا أن نستثمر هذه الميزات لتطوير بيئة الأعمال وتسهيل التبادل التجاري بين رجال الأعمال الأردنيين والأتراك”.
وتخلل اللقاء في غرفة تجارة اربد ، حوار موسّع حول التحديات التي تواجه القطاع التجاري والاستثماري، سواء على صعيد الإجراءات الجمركية، أو النقل، أو التراخيص، إلى جانب أهمية دعم التبادل السياحي والتعاون في المجالات التعليمية والثقافية.
وفي لقاء منفصل، استقبل رئيس غرفة صناعة إربد هاني أبو حسان السفير التركي والوفد المرافق، مؤكدًا على أهمية هذه الزيارة التي تأتي في وقت تسعى فيه الغرفة لتوسيع آفاق التعاون مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم تركيا التي ترتبط مع الأردن بعلاقات دبلوماسية واقتصادية متينة منذ أكثر من 78 عامًا.
وقال أبو حسان إن حجم التبادل التجاري بين الأردن وتركيا بلغ نحو مليار دولار العام الماضي، منها نحو 815 مليون دولار واردات أردنية من تركيا، فيما لم تتجاوز الصادرات الأردنية إلى تركيا 106 ملايين دولار، أي ما نسبته 12% فقط من إجمالي التبادل، وتتركز في قطاعات الأسمدة والفوسفات والذهب.
وأضاف أن هذا التفاوت الكبير في الميزان التجاري يتطلب جهودًا مشتركة لرفع نسبة الصادرات الأردنية إلى تركيا، من خلال تسهيل مشاركة المصانع الأردنية في المعارض التركية، وتكثيف الزيارات المتبادلة بين الوفود الاقتصادية.
وعرّف أبو حسان السفير التركي بالواقع الصناعي لمحافظة إربد مشيرًا إلى أنها تضم أكثر من 2,000 منشأة صناعية، ويزيد حجم رأس المال المستثمر في هذا القطاع عن مليار دينار أردني، في حين بلغت قيمة صادراته في عام 2024 أكثر من 1.2 مليار دولار. ولفت إلى أن ما يقارب 50% من صادرات الأردن من قطاع المحيكات يتم إنتاجه في إربد، إضافة إلى صناعات الأدوية، الكيماويات، البيطرية، والصناعات الغذائية.
ودعا أبو حسان إلى استثمار التجربة التركية في دعم التصدير وتوسيع قاعدة الإنتاج، مؤكدًا أن هناك فرصة مهمة للتعاون في ملف إعادة إعمار سوريا، بحيث تكون إربد مركزًا لوجستيًا فاعلًا في هذا المجال.
وحضر اللقاءات عدد من أعضاء مجلسي إدارة غرفتي تجارة وصناعة إربد، إلى جانب عدد من الصناعيين والتجار وممثلي المؤسسات الاقتصادية في المحافظة، حيث تم التأكيد في ختام اللقاءات على أهمية تعزيز التواصل المباشر بين رجال الأعمال في البلدين وتكثيف التنسيق بين غرف التجارة والصناعة والسفارة التركية، بالإضافة إلى تطوير مشاريع تعاون مشتركة، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني، ويخدم الاستقرار الإقليمي، ويعزز المصالح المشتركة بين الأردن وتركيا.
