صدى الشعب _ عاهد عبيدات
يُعدّ لواء الرمثا من أبرز المناطق الزراعية في المملكة الأردنية الهاشمية، بما يتميز به من تربة خصبة ومناخ معتدل يوفّر بيئة مثالية للإنتاج الزراعي النباتي. ويشهد هذا القطاع نمواً متسارعاً وتطوراً ملحوظاً في مختلف أنماط الزراعة، ما جعله ركيزة مهمة في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المحلية المستدامة.
وتشكل الزراعات المروية عماد النشاط الزراعي في اللواء، حيث تمتد على آلاف الدونمات وتنتج محاصيل متنوعة، على رأسها محصول البطاطا الذي أصبح علامة فارقة للرمثا، نظراً لجودته العالية من حيث النكهة ونسبة المادة الجافة. وتشمل قائمة المحاصيل كذلك البندورة، الخيار، الفلفل، البصل، الباذنجان، الجزر، والخس، وغيرها من الخضروات.
وسجلت البيوت المحمية نقلة نوعية في الزراعة المحلية، إذ تتيح إنتاج المحاصيل خارج الموسم التقليدي، وتُعد الفراولة أبرز هذه المزروعات، حيث ينتشر ما يزيد عن 8 آلاف بيت بلاستيكي مخصص لزراعتها، وتنتج أجود أصناف الفراولة على مستوى المملكة.
وتغطي أشجار الزيتون نحو 40 ألف دونم في اللواء، وهو ما يمثل 95% من إجمالي المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة، لتُشكل زراعة الزيتون مورداً اقتصادياً حيوياً، إلى جانب محاصيل أخرى مثل العنب، الرمان، واللوزيات.
ويمتد تاريخ لواء الرمثا الزراعي إلى العصور القديمة، حين عُرفت سهوله الخصبة بـ”مخازن روما”، وما تزال اليوم تحتفظ بزخمها الإنتاجي في زراعة القمح، الشعير، العدس، الذرة والبقوليات، حيث تُزرع هذه المحاصيل على مساحة تقدر بـ37 ألف دونم.
ورغم النجاحات، يواجه القطاع تحديات بارزة مثل نقص المياه، تذبذب الهطولات المطرية، وتفشي الآفات الزراعية، ما يتطلب جهوداً تكاملية لمواجهتها وضمان استدامة الإنتاج.
وتواصل وزارة الزراعة، عبر مديرية زراعة لواء الرمثا، تقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، من خلال الزيارات الحقلية، وإقامة المحاضرات التوعوية، والرقابة على جودة المنتجات، إلى جانب الخدمات البيطرية وخدمات الثروة النباتية لضمان سلامة القطاع واستدامة مردوده.
ولا تقتصر أهمية الزراعة في الرمثا على توفير الغذاء فحسب، بل تسهم أيضاً في خلق آلاف فرص العمل وتنشيط الحركة التجارية والسياحية، ما يجعلها محركاً حيوياً للتنمية المستدامة.