صدى الشعب – وكالات
تتّجه حركة حماس في آخر مشاوراتها إلى إجراء حوارات معمقة مع فصائل المقاومة قبل إتخاذ اي قرار بخصوص الموقف من مفاوضات الصفقة والهدنة في ظل استمرار جريمة الإبادة الإسرائيلية.
حماس لا تريد أن تنفرد بالقرار فيما يخص إكمال مشوار موافقاتها مع تعديل طفيف على ما يسمى بنص المقترح المصري والذي أعلنت حماس الموافقة عليه وتحمس له الجانب الأمريكي قبل أن يعود الجيش الإسرائيلي لإفساد الصفقة بمحاصرة مدينة رفح وعودة القصف العنيف على منطقة جباليا وشمالي القطاع.
تجري المشاورات مع قادة فصائل المقاومة في بيروت والعنوان الذي دعت من أجله آلية اجتماع تشاوري حركة حماس هو: تحديث استراتيجية الموقف التفاوضي.
ويعني ذلك أن حماس في التكتيك التفاوضي تسعى لتأسيس قاعدة تشاركية مع فصائل المقاومة وهو ما فعلته قبل الموافقة على المقترح المصري وقرارها لأن تفعله أيضا بعد التطورات الأخيرة في الحرب والعدوان الإسرائيلي.
ولا يوجد أجندة محددة لاجتماعات وشيكة مع فصائل المقاومة، لكن تعليق التفاوض وإعلان عدم إرسال أي وفد مفاوض ردا على قصف رفح وعودة قصف الشمال هو السيناريو المطروح على الطاولة الان.
وكان قادة سياسيون في حركة حماس أكدوا عبر مصادر”بأن القرار أن لا تقال كلمة “لا” تفاوضيا.
لكن عودة القصف العنيف أربكت خطوط التفاوض فيما يبذل الوسيط المصري الآن خلف الستائر جهدا كبيرا مع الأمريكيين للإيحاء بأن الإدارة الأمريكية بدأت تعمل من داخل حكومة إسرائيل على سيناريو يعيد إرسال وفد مفاوض ويتمتع بصلاحيات موافقة على المقترح المصري.
لم يُعرف بعد ما إذا كانت المحاولة الأمريكية المصرية ستنجح، لكن قادة المقاومة معنيون بالتشاور وبالمقاربة قد تدفع باتجاه تعليق التفاوض وقد تم إبلاغ وسطاء قطريون بذلك فيما حرصت حماس ومعها الجهاد الإسلامي على إشراك فصائل المقاومة الصغيرة وخلاياها ليس بالمسار العملياتي فقط.
ولكن في أشرطة الفيديو التي تنشر وتذهب عافية المقاومة على أمل تشكيل صورة نمطية بأن حركة حماس تقود المقاومة.
لكن قوى أخرى في الميدان موجودة وبقوة ولديها دور في صياغة القرار السياسي أيضا عبر حوارات الفصائل.
التجاذبات لم تقف عند هذه الحدود فقد كشفت بعض تسريبات أن ما دفع حركة حماس لموافقة على ما سمي بالمقترح المصري هو بروز ولأول مرة عبارة “وقف إطلاق النار مستدام” والتعديل الذي اقترحته المقاومة على تلك العبارة هو إضافة “وصولًا إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار”.
أبلغ المصريون بالتعديل ووافقوا عليه ووضع التعديل بين يدي وليام بيرنز رئيس الإستخبارات الأمريكية ولم يرفضه.
وبالتالي برزت تفاصيل موقف المقاومة من المقترح المصري قبل أن تُحبط خطط (النتن ياهو) الجميع وتظهر أن لديه أجندة أخرى في مدينة رفح تحديدا وبالتشارك مع الستائر الرسمية.
(رأي اليوم)