يواجه الأردن العزيز وبلدان كثيرة أخرى في العالم الثالث، تحدياً كبيراً وخطيراً بل ومصيرياً. ومن ذلك أنه وهذه البلدان التي تجاوزت الماضي بالقروض وبالمعونات المالية والاقتصادية، قد لا تحصل عليها غدا.
لا تفتك جائحة الكورونا العالمية بالصحة فقط، بل تزعزع الاقتصاد أيضا وفي أقوى الدول اقتصاديا. وإذا استمر هذا الحال طويلا فإنها قد لا تستطيع تلبية حاجات شعوبها بالمستوى المطلوب، ومن ثم فلا تقرض ولا تساعد.
إن دولا كريمة مثل بلدان الخليج والسويد وألمانيا وأميركا.. قد لا تستطيع الاستمرار في تقديم المساعدات المالية والاقتصادية للبلدان الشقيقة والصديقة والمحتاجة. وبكلمات اخرى يجب أن يفكر الأردن في هذا الأمر استراتيجيا واستباقيا كي يتجنب الكارثة التي تتجاوز كارثة الكورونا بكثير، أي باحتمال توقف هذه القروض والمساعدات نهائيا، وربما قريبا، وأن يعد السيناريوهات لمواجهته. لا ينفع العليق عند الغارة، فما بالك إذا لم يكن العليق موجودا عندها.
لا يجوز التهرب بحال من هذا الاحتمال، بتأجيل الإعداد والاستعداد له. أو برميه على الحكومة أو الحكومات التالية، لأنه قد يحدث في أية لحظة فلا نستطيع الهروب أو دحره إلى الغد، لأن المنقذ الخليجي قد لا يأتي. هذا هو التحدي الأكبر للأردن.
حين تتماثل ملابس الرجال مع ملابس النساء في أميركا، من مثل إطالة الشعر وتسريحاته وصبغه نسائياً، ولبس الحَلَق، وبقية الملابس، كيف يميز الواحد جنس الآخر هناك؟ هل يجب لصق لوحات من الخلف عليهم تميز الجنس، كما في حالة السيارات الخاصة والعامة.
إن دل هذا على شيء، فإنه يدل على أن الشباب أو الرجال في الغالب يغارون من زي النساء فقلدوهن، وقلدنهم في تقصير الشعر، ولبس البنطال، والجاكيت، والقميص والجرافة… وتحديهن لهم بممارسة الألعاب نفسها حتى المصارعة، فما رأيك!! هل تؤيد هذا التطور، أم أنك ستقاومه إذا وصلك؟
عندما لبست أول امرأة البنطال أو الجاكيت في الأردن غضب بعضهم أو استنكر هذا التحول. وبمرور الوقت واتساع عدد النساء اللابسات لهما، صار لباسهما مالوفاً ولا ينتبه إليه أحد. فهل يتكرر ذلك بالتقليد المتبادل؟
كثير من المثقفين الذين يتحدثون عن الديمقراطية ويدعون إلى اعتمادها، لا يؤمنون بالفعل فيها. ولعل تجربة رابطة الكتاب/ المثقفين الانتخابية الدورية دليل ساطع على ذلك.
يخوض انتخابات الرابطة كل سنتين تياران أو ثلاثة منهم. وما أن يخسر أحدها الأكثرية في الهيئة الإدارية حتى يستقيل فوراً، أو فيما بعد. إنه لا يستمر في المعارضة كما تقضي الديمقراطية حتى نهاية الدورة، ويخوض الانتخابات مرة أخرى، وقد يفوز فيها.
إن دل هذا الأمر على شيء فإنما يدل على وجود هوة واسعة أو مسافة طويلة متجذرة فينا بين القبول والتقبل، فنحن نقبل الديمقراطية بالوساع ونعلي من شــأنها بالكلام ولكننا لا نتقبلها إن أتت على غير هوانا في الانتخاب. تُرى هل كنا نستمر في ممارستها لو كنا نحصل على أجر أو راتب من الرابطة طيلة فترة الدورة كالذي يحصل عليه النائب طيلة الدورة النيابية؟
الاضطهاد والإرهاب مصطلحان معروفان ومشهوران في العالم اليوم، وبخاصة سياسيا. وقد برز المصطلح الأول (الاضطهاد) في العالم الثاني بعد نشوء الكتلة الشيوعية، وفي العالم الثالث بعد الاستقلال، حين كانت الحكومات في العالم الثاني تضطهد المعارضين بتهمة الكفر بالشيوعية والعمالة للرأسمالية، والعالم الثالث – إجمالا – يتهمهم بعمالتهم للشيوعية.
غير ان هذا الوضع انقلب بظهور مصطلح جديد وهو الإرهاب، إثر الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وبروز منظمات طالبان والقاعدة ضده ثم داعش التي شهدناها وما نزال. ضد العالم أجمع، الذي اتهمته بالكفر، وبررت أسلمته بالقتل بأشكاله وأنواعه.
ثم اشتق من الإرهاب، مصطلح إرهاب الدولة الذي استخدمه الفلسطينيون والعرب والمسلمون ضد إسرائيل لممارستها الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، ثم تراجعوا عنه بالتوقيع والتطبيع.
قد تسجل كل الفرق الرياضية أهدافا في مرحلة الذهاب في الدوري، ولكن فريقا واحدا يفوز في مرحلة الإياب. يبدو أن الفريق الإسرائيلي يشذ عن القاعدة بتسجيله أهدافا في الشباك العربية في مرحلتي الذهاب والإياب، فيا لسوء التدريب.