صدى الشعب _أسيـل جمـال الطراونة
تأتي المبادرات الداعمة لذوي الإعاقة كركيزة أساسية لتمكينهم وتعزيز اندماجهم في مختلف جوانب الحياة،فمن خلال هذه المبادرات، يتم فتح آفاق جديدة تتيح لهم فرصًا متكافئة، مما يسهم في تحقيق مبادئ العدالة والمساواة، إلى جانب رفع مستوى الوعي المجتمعي حول الأساليب الصحيحة للتعامل مع الاشخاص من ذوي الإعاقة .
وفي هذا السياق، برزت مبادرة “اترك بصمة” كنموذج ملهم في دعم هذه الفئة، حيث تأسست عام 2024 على يد محمد عبد الرحمن العتيبي، وهو شخص من ذوي الإعاقة البصرية، ومرافق لمرضى السرطان، يبلغ من العمر 26 عامًا.
يقول محمد عبدالرحمن العتيبي خلال حديثه ل”صدى الشعب ” أن عدد أعضاء فريق اترك بصمة 1650 عضوًا، من بينهم سبعة أعضاء يشكلون فريق الإدارة، ويضم شبابًا وشابات من مختلف التخصصات، لا سيما من طلاب الجامعات في شمال المملكة والعاصمة عمان.
وتهدف المبادرة، وفقًا لما أوضحه العتيبي في حديثه لـ”صدى الشعب”، إلى توعية المجتمع المحلي بطرق التعامل الصحيحة مع الأشخاص من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى البحث عن حلول للتحديات التي يواجهونها، كما تعمل على تنظيم ورشات توعوية للأخصائيين لتدريبهم على كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة بمختلف أنواعها، سواء البصرية أو الحركية أو العقلية أو صعوبات التعلم، إلى جانب تعليم لغة الإشارة للتواصل مع فئة الصم.
ولم تقتصر جهود الفريق على العمل الميداني فقط، بل امتدت لتشمل المنصات الرقمية، حيث تم إنتاج محتوى تعريفي حول ذوي الإعاقة والتحديات التي يواجهونها، ونجح في تحقيق أكثر من عشرة آلاف مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعكس اهتمامًا مجتمعيًا متزايدًا بهذه القضية.
وفيما يتعلق بأهمية هذه المبادرة، شدد العتيبي على أن هناك نقصًا في الوعي المجتمعي حول احتياجات وحقوق ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن بعض الأفراد ما زالوا يحملون تصورات خاطئة عنهم، ولهذا، يسعى الفريق إلى توسيع نطاق المبادرة لتشمل مختلف مناطق المملكة، معربًا عن أمله في أن تحظى بدعم إعلامي أوسع لتعزيز الشراكات مع الجهات المهتمة بهذه الفئة.
“اترك بصمة” ليست مجرد مبادرة، بل هي رسالة إنسانية تحمل في طياتها الأمل والطموح نحو مجتمع أكثر وعيًا وإنصافًا، حيث يكون لكل فرد، مهما كانت قدراته، دورٌ فاعل في مسيرة التنمية والاندماج.






