نورالدين نديم
غريب ما استعجلت به إحدى صحفنا اليومية، بل والرسمية، من نشر تشكيكٍ وشيطنةٍ، لمشاركة الشعب الأردني في الاضراب العالمي لأجل وقف العدوان الصهيوني الهمجي على غزة.
بل وتجاوزت حدود المنطق في وصفها الدعوة باللا وطنيّة، متناسيةً أن الأردن صاحب قضية وليس مجرد متضامن، وأن الموقف الرسمي والشعب واحد موحد.
الإضراب كما باقي الفعاليات، مصلحة وطنية أردنية، والدعوة إليه جاءت في حالة وحدوية نادرة لشعوب العالم وقواه المدنيّة، التي أجمعت على موقف واحد، أخرج القضية الفلسطينية من إطارها العربي، وحتى الإسلامي، إلى حضنها العالمي، كقضية مركزيّة لكل شعوب العالم وأحراره.
الفعاليّات المناصرة والدّاعمة لأهلنا في غزة والضفة، والرافضة لحرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ومحاولات تهجيره، هي ليست دعوات مشبوهة، وغير وطنيّة، بل هي من صميم المصلحة الوطنية الأردنيّة والقوميّة العربيّة قبل أن تكون مصلحة فلسطينيّة.
أمّا الدعوات المشبوهة والتي لا تفقه توجه الدولة الأردنية ولا تدعم مواقف وثوابت قيادتها ولا قناعات شعبها ومصالح وطنها، هي الدعوات التي تشيطن حراك الشعب وقواه ومؤسساته الوطنية، وتشكك في فعالياته الداعمة لأهلنا في غزة، وتجرح صورة الأردن وتضحياته ومواقفه الحقيقيّة، الدّاعمة للقضيّة الفلسطينية، وقبلها دعم ثبات الأردن في مواجهة المؤامرة الصهيونية.
والإضراب هو إحدى الوسائل الشعبيّة الرمزية السلميّة للتعبير، يبعث برسالة لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي، بأن الشعوب لازالت حيّة، وقادرة على الفعل، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إتجاه هذه الحرب الهمجية الصهيوأمريكية على الشعب الفلسطيني الأعزل.
الإضراب كغيره من الفعاليات المساندة والداعمة لأهلنا في قطاع غزة، يدعم أيضاً موقف الأردن الرسمي، ويُقوّي موقف الحكومة في مطالبتها قوى الهيمنة والاستعمار في العالم بشكل عام والتحالف الصهيوأمريكي بشكل خاص بضروة وقف العدوان الهمجي على غزة ومنع أي محاولة للتهجير والإبادة الجماعيّة التي تحصل الآن في قطاع غزة.
مشاركتنا في الأردن بهذا الإضراب، وهذا التفاعل الشعبي منقطع النظير، ليس غريباً عن شعبنا الأردني العظيم، ويتوافق والموقف الرسمي، ويدعم ويقوّي ما يسعى إليه الأردن ويطالب فيه، في مباحثاته وجولاته المكوكيّة الإقليمية والدولية لوقف آلة القتل الهمجية الصهيوأمريكية ووقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وفرض فتح المعابر ودخول المساعدات الإنسانية لأهلنا في قطاع غزة.
الفعاليات ومن ضمنها الإضراب هي مصلحة وطنية أردنيّة، وقوميّة عربية، وواجب يفرضه الضمير الحي، وإن شيطنتها، ومحاولة تشويهها والتشكيك بدوافعها، لا يخدم أحد منّا بشيء