ضمن مراسم ملكية راسخة، وأجواء احترازية استثنائية، وارادة حريصة على النهج الديموقراطي التعددي افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني يرافقه ولي العهد، مجلس الامة بخطاب العرش السامي، بصورة اكدت على ارادة الدولة الاردنية الصلبة للاستمرار بالنهج الديمقراطي البرلماني دون انقطاع على الرغم من مناخات كورونا وتداعياتها.
في خطاب ملكي شامل حمل رسائل سياسية واخرى تنموية ومعيشية، خاطب جلالة الملك الوجدان الانساني والعقول الاردنية برسالة رفع المعنويات في مجابهات التحديات عندما قال جلالته لم تمنعنا كورونا من اجراء الانتخابات وتعزيز النهج الديموقراطي،ولن تحول كل الضوابط الصحية ومناخات السلامة العامة لاجراء الانتخابات النيابية؛ فالاردني الذي عمر الجبال باصرار وعزيمة وهو ذات الأردني القادر على تكملة مشوار النهضة بارادة واقتدار، فالوطن بعزيمة شعبه قادر على التقدم والمضي برسالة الانجاز.
كما يحيي جلالة الملك مسيرة الإنجازات التي سطرها الشعب الاردني على مدار مائة عام، مؤكدا جلالته على ان الاردن وهو يحتفل بمئوية الدولة قادر على تخطي جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والمعيشية وظروفها الصحية والوبائية، بعزيمة واثقة من تحقيق حتمية الانجاز؛ فالاردني اعتاد على تحويل كل منعطف الى منطلق وتحويل كل تحد الى فرص حقيقية.
وبكلمات عبرت عن العلاقة الوطيدة التي تجمع الاسرة الاردنية بقائدها استخدم جلالة الملك شعارا للخطاب الملكي السامي أثنى فيه على صلابة ارادة الاردني وحجم عطائه وهو الشعار الذي جسد فيه جلالة الملك قصة النجاح الاردنية والتي احتوت على عبارة (سلام على الاردن وشعبه العظيم )، وسلام على الاردن وانسانه ومنجزاته وسلام على اردن الرسالة..
كما وجه جلالة الملك الحكومة على سرعة العمل لانجاز خططها التنفيذية في دعم حركة الاقتصاد على ان يتواءم ذلك مع برنامج سلامة المواطن الصحية واجراءات السلامة الاحترازية، للحد من انتشار الوباء والعناية باجراءات السلامة العامة، وبما يسهم في تأصيل مبادىء العناية والرعاية من اجل تعزيز مسيرة الانجاز بكل مفاصل العمل الاقتصادية في المناحي الزراعية والصناعات المعرفية، بما يفتح افاقا اوسع امام تحقيق فرص عمل للاقتصاد والانتاج.
كما اكد جلالة الملك على ضرورة قيام المؤسسة البرلمانية بدورها في الرقابة والتشريع، وبما يعزز من ثقة المواطن الاردني بمؤسسات الدولة؛ فالثقة بمؤسسات الدولة هي الهدف الذي لا بد من تعزيزه؛ لما يحققه من منعة وعظيم انتماء يقوم على العمل والعطاء، وهو ما يشكله مثال يحتذى نموذج المؤسسة العسكرية والمؤسسات الامنية من تعزيز الثقة تجاه المؤسسات الدستورية، التي يحييها ويحيي المنتسبين اليها العاملين والمتقاعدين.
كما اكد جلالته على ثابت الموقف الهاشمي والأردني حيال القدس والقضية الفلسطينية، واكد جلالته ان استقرار المنطقة وامنها مربوط بجلاء الاحتلال الاسرائيلي، ومرهون باقامة الدولة الفلسطينية ضمن القرارات الاممية وعاصمتها القدس الشرقية، كما المقدسات المقدسية يجب ان تكون تحت الوصاية الهاشمية دون تقسيم مكاني او زماني، وهو الثابت القائم منذ مئوية الدولة.
وبهذا الافتتاح الملكي لمجلس الامة يكون الاردن قد قدم انجازا ديموقراطيا نيابيا، ولقد برهن واسع قدرته على تخطي التحديات حتى لو كانت وباء عالميا، فسلام على اردن الانجاز وسلام على شعبه العظيم.