كاظم الكفيري
السيد فؤاد أيوب السهاونة (ابو كمال) رجل يجسد معاني العراقة والأصالة والتسامح، هذا الرجل السبعيني المليء بحكايا الزمان الغابر، حكايا بيادر القمح، ومواسم الحصاد وجلسات الفلاحين في العرائش، في صيفهم وربيعهم، ولد وترعرع وعاش حياته في بلدة الرفيد في لواء بني كنانة، درس في مدارسها في بواكير صباه ولم تسعفه الظروف لاكمال دراسته، فهو كما يقول لم يتم دراسته وقد تركها في سنوات باكرة من دراسته، لكنه يحفظ الأمثال ويروي الحكايات المليئة بالحكم وتجارب الحياة التي سمعها عمن سبقوه من أجيال ويحفظ آيات من القرآن الكريم. وينظم الشعر ويدونها في دفاترة الصغيرة وبخط عربي جميل
في بلدنا نماذج راقية من الاندماج والانفتاح الاجتماعي بين فئات الناس، فأبو كمال المسيحي الذي عاش حياته وسط أناس يدينون بالاسلام، لم يجد نفسه غريباً بينهم، بل اضاف لمجتمعه أصالة وتنوع وانسجام. وهناك قرى وبلدات كثيرة عاش فيها الناس مسيحيون ومسلمون بود وانسجام تام، مثل بلدات الحصن وبلدة الطيبة غرب اربد وغيرها، اذ لم يكن الانتماء الديني سبباً لوجود فجوة اجتماعية بين الناس، لعلها قيم التسامح الديني ومنظومة القيم الأصيلة التي لعبت دوراً في مجتمعنا. اليوم نفتخر بأبو كمال اذ يتمتع بموهبة نادرة في اقتناص محبة الآخرين، بارك الله بأبو كمال في عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية.
(كاظم صالح الكفيري)