ينتاب الاردنيون حالة من القلق مصحوباً بالعديد من الهواجس والخوف على وطنهم وحالة من التوتر، قد تكون للأوضاع الاقتصادية الصعبة الدور الكبير في ذلك، وخاصة مع معالجة الحكومة لجائحة كورونا وآثارها على الإقتصاد والشرائح الاجتماعية، إستجابة حكومية بدأت في الاتجاه الصحيح غير أنتهت إلى تخبط ومزيد من انتشار الفيروس، والتداعيات المرّشحة للتفاقم أكثر، التي غذّت المخاوف تجاهها تصريحات سابقة عن مستقبل النظام الصحي مع حالات جديدة، يمكن القول أن ثقة المواطن تخلخلت بالاجراءات بعد أن كانت في ذروتها مع بدايات انتشار الجائحة، وخذ مثلاً ردة الفعل الاجتماعي تجاه إغلاق المساجد، وموقف المجتمع من التعليم عن بعد في المدارس والجامعات، وتشكيك كثير من الناس بنسب وحالات الإصابة وغيرها!
في ضل هذا الوضع سوف تجري انتخابات عامة في حين أن الحكومة أجلّت انتخاب نقابات وجمعيات ممن تزيد هيئتها العامة عن العشرين شخص، لا نعرف كيف ستتعامل الهيئة المستقلة للانتخاب يوم الاقتراع وما يتبعه، ماهي التدابير الخاصة بحماية المقترعيين من خطر انتقال الفيروس والتي حتماً ستكون معقدة، كلها تساؤلات أظن أن المسؤولين وصناع القرار يفكرون بها، لكن أرجو أن لايفوتهم التفكير ايضاً بالقلق الذي يساور المواطن تجاه التعليم عن بعد واستخراج درجات الطلبة وقياس مستوى التحصيل الدراسي كما سينعكس على جودة وسمعة ومخرجات التعليم برمته. وقد سمعت عن اولياء امور طلبة يقدمون الامتحانات عن ابنائهم، والكثير منا تفاجىء بنتائج الثانوية العامة، لا نعرف هل الدافع هو استقطاب السياحة التعليمية لسهولة الثانوية العامة وارتفاع المعادلات!
بالمجمل المواطن الأردني قلق على النظام التعليمي والتربوي والنظام الصحي والاجتماعي وتشوهات الاقتصاد الاردني، لكن قلقه لا ينقصه قلق مضاعف على التسارع في محاولات تصفية القضية الفلسطنية في حلول مشوهة وهضم حقوق الشعب الفلسطني وتداعيات الانفتاح الخليجي غير المسبوق على (اسرائيل) في اطار تسوية شاملة كبرى سوف يتم فيها استهداف الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينية والقضاء على ماتبقى من آماله وتكون على حساب الأردن وشعبه!
تكاد تكون كل الابواب موصدة وهذا يدعونا الى الانسجام التام مع قيادتنا وتعظيم قيم الوحدة والتفكير الجدي بالاعتماد على النفس حيث يتطلب برامج حكوميه لانجاز العودة الى الارض والزراعة وبناء نمط اقتصادي خاص اساسه مشاركة المواطن في عوائده . حفظ الله بلدنا وأزال الغم والقلق عنا وسيبقى الاردن رمزاً للعطاء والتماسك.