صدى الشعب ـ سيف الدين القومان
في قلب البادية الشمالية، حيث تتحد قسوة الصحراء مع إصرار الإنسان، يبرز مشروع “سد سما السرحان الزراعي” كشعلة أمل جديدة.
لم يعد هذا السد مجرد خزان مياه، بل أصبح رمزًا للتمكين والتغيير، يروي قصة نساء وجدن في أرضه الخصبة فرصًا لم تكن متاحة من قبل.
نقلة نوعية في الزراعة
وقالت المهندسة ولاء السرحان، يُعَد مشروع سد سما السرحان، الذي نفّذته الشبكة الإسلامية لتنمية مصادر المياه بتمويل من الحكومة الهولندية، نموذجًا متكاملًا يربط بين الطاقة والماء والغذاء، مشيرة أن هذا التكامل قد أحدث نقلة نوعية في المنطقة، حيث تم الانتقال من الزراعة التقليدية إلى الزراعة المائية، وهي تقنية حديثة لا تستهلك كميات كبيرة من المياه.
وأشارت السرحان المستفيدة من المشروع، أن هذا التوجه يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة، وتقديم حلول مستدامة تساهم في الأمن الغذائي.
وأضافت، أن المشروع ليس مجرد تجربة زراعية متطورة، بل هو قصة نجاح حقيقية تميزت بكونها زرعت الثقة في نفوس النساء ومكّنت المرأة في البادية الأردنية، وساهمت في استغلال طاقات الشباب في الزراعة.
تمكين المرأة في قلب الصحراء
وذكرت، إحدى النساء المشاركات في المشروع أن تجربتها كانت نقطة تحول حقيقية في حياتها وحياة كثير من النساء في المنطقة.
ولفتت السرحان : “لم يكن من السهل أن تجد المرأة في البادية فرصًا للعمل أو تطوير المهارات، لكن هذا المشروع فتح لنا آفاقًا جديدة.
فتعلمنا كيف نزرع من دون تربة ومن دون استهلاك كميات كبيرة من المياه، وأنتجنا محاصيل زراعية”.
وأوضحت، أن هذا النجاح لم يقتصر على الإنتاج الزراعي فحسب، بل تعدى ذلك إلى شعورهن بالثقة والقدرة على المساهمة في دخل الأسرة والمجتمع.
“بدأنا نرى أنفسنا قادرات على التعلم والإنتاج، وأصبح لنا دور ناجح في المجتمع. فصرنا مساهمات أساسيات في التنمية وقدوة لنساء أخريات محليًا ودوليًا”.
كما وأشارت السرحان ، أنه تم بناء 48 بيتًا بلاستيكيًا ضمن المشروع، مما أتاح فرص عمل مباشرة للمجتمع المحلي، وساهم في بناء قدرات نساء ورجال المنطقة، ويُظهر هذا المشروع كيف يمكن للاستثمار في الموارد البشرية، إلى جانب التكنولوجيا المستدامة، أن يخلق قصص نجاح ملهمة من قلب البادية الأردنية.






