صدى الشعب – كتبت: آلاء سلهب التميمي
في غزة، حيث تصبح السماء دفترًا للدم والنار، ارتقى الصحفيان أنس الشريف ومحمد قريقع شهداء، وهم يحملون الحقيقة على أكتافهم، والكاميرا بين أيديهم، كدرع لا يحمي الجسد لكنه يحمي الرواية من الاندثار.
الصحفي أنس صاحب الصوت الشجاع، والصورة النافذة على العالم التي تكشف وجع الأطفال وصمود الأمهات في غزة.
وزميله محمد كان بعدسته يلتقط نبض الحياة وسط الركام، وكأنه يقول للعالم أين أنتم نحن هنا، ما زلنا نحب ونحلم رغم الحصار والرصاص.
رحلوا، لكن صورهم لم ترحل
تركوا خلفهم لقطات تصرخ في وجه الصمت، وتوثق جرائم الاحتلال التي حاولت الرصاصات الهمجيه محوها.
ولكن كيف يموت من جعل الحقيقة حيّة في ذاكرة الملايين؟
إن استشهاد أنس الشريف ومحمد قريقع ليس مجرد خبر عابر، بل جرس إنذار للضمير الإنساني الذي تبلّد أمام دماء الأبرياء.
وهو دعوة لكل حرّ، لكل صاحب قلم أو عدسة، أن يقف في وجه التعتيم والتضليل وازدواجية المعايير، وأن يحمل شعلة الحقيقة مهما كان الثمن.
غزة اليوم لا تبكي أبناءها، هي تسأل العالم كم أنس ومحمد يجب أن يرحلوا حتى ترونا؟
إن دماء أنس الشريف ومحمد قريقع ليست مجرد قطرات تروي تراب غزة، بل هي صرخة في وجه عالمٍ أصمّ وأعمى، اعتاد أن يتفرج على المأساة من وراء الشاشات.
هؤلاء الشهداء لم يختاروا الموت، بل اختاروا أن يقفوا في الصف الأول ليحملوا الحقيقة على أكتافهم، وليدفعوا حياتهم ثمنًا لأن يبقى العالم شاهدًا على الجريمة.
ستبقى دماؤهم عهدًا في أعناقنا أن لا نسكت، أن لا نساوم، وأن نرفع الصوت عاليًا حتى لا تُطفأ كاميرا الحق، وحتى لا تُدفن غزة في عتمة النسيان.





