حجاوي لـ(صدى الشعب): موجات الحر وتغير المناخ يفاقمان أمراض الجهاز التنفسي ويهددان الفئات الأكثر ضعفًا
صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة
قال الدكتور بسام حجاوي، مستشار الوبائيات في المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، أن الأمراض التنفسية بشكل عام، سواء كانت مسبباتها فيروسات أو بكتيريا، لها أنماط وبائية ترتبط غالبًا بفصل الشتاء، إلا أنها أيضًا تتأثر بموجات الحر.
وأضاف أن معدلات انتشار هذه الأمراض خلال الصيف تكون أقل مقارنة بالشتاء، لكن بعض الأمراض التنفسية موسمية ولها مطاعيم يحرص البعض على أخذها لتخفيف الأعراض.
معاناة الدول المتقدمة من أمراض الجهاز التنفسي
وأوضح حجاوي أن الأمر لا يقتصر على الدول النامية، بل إن دولًا متقدمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا تعاني من الأمراض التنفسية الحادة بمسبباتها المختلفة بشكل واضح، ما يترتب عليه تكاليف صحية مرتفعة.
التغير المناخي وحبوب اللقاح
وأشار حجاوي إلى أن التغير المناخي فرض نفسه بقوة في السنوات الأخيرة، حيث يساهم في زيادة انتشار مسببات الحساسية، ومنها حبوب اللقاح المنتشرة في الأجواء والبيئات المختلفة، والتي تفاقم من أعراض الأمراض التنفسية، ورغم أن هذه الحالات لا تصل عادة إلى مستوى الجوائح أو الضغط الشديد على النظام الصحي، إلا أنه لا يمكن استبعاد احتمالية ظهور متحورات فيروسية جديدة قد تتسبب في موجة وبائية محلية أو حتى جائحة عالمية في حال تبنتها منظمة الصحة العالمية كخطر صحي عالمي.
الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات
وأشار حجاوي أن تلوث الهواء، إلى جانب عوامل الطقس، يؤثر بشكل أكبر على الفئات الحساسة مثل كبار السن والأطفال.
وأستشهد بالبيان الصادر عن دائرة الأرصاد الجوية مؤخرًا، والذي حذّر من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، خاصة للأطفال، وحذر أيضًا من ترك الأطفال داخل السيارات المغلقة أثناء ارتفاع درجات الحرارة، لما لذلك من أثر خطير على صحتهم.
التدخين والانتقال المفاجئ بين البرودة والحرارة
ولفت حجاوي إلى أن التدخين يزيد من خطورة المشكلة، إذ يضعف جهاز المناعة في الرئة، ما يقلل من قدرتها على استقبال الأكسجين بكفاءة.
وأضاف أن الانتقال المفاجئ من درجات حرارة مرتفعة إلى أماكن باردة بفعل المكيفات يؤدي إلى إرباك جهاز المناعة، الأمر الذي يرفع احتمالية الإصابة بالأمراض التنفسية.
نظام الرصد الوبائي في الأردن
وأوضح حجاوي أن وزارة الصحة، إلى جانب مختبرات خاصة، تعتمد على نظام الرصد الوبائي ، والذي يقيس الأنماط الفيروسية المسببة للأمراض التنفسية في مناطق مختلفة من المملكة، ويشمل النظام مستشفيات ومراكز صحية مختارة من أقاليم الجنوب والشمال والوسط، بحيث يتم إجراء الفحوصات لفئات عمرية محددة، مما يساعد في تحديد المسببات الفيروسية والبكتيرية المنتشرة في البيئة الأردنية.
اختلاف الإجراءات من منطقة لأخرى
كما أشار حجاوي أن البيانات الناتجة عن نظام الرصد قد تدفع لاتخاذ إجراءات خاصة في منطقة معينة تختلف عن أخرى، وفقًا لوجود أو غياب مسببات الأمراض. كما يتيح هذا النظام التواصل مع المواطنين المتأثرين أو الذين قد تم إجلاؤهم من مناطق موبوءة، ليكون بمثابة إنذار مبكر للنظام الصحي.
وأشار إلى أن هذا الرصد قد يكشف عن وجود فيروسات مثل كورونا أو مسببات أخرى تؤثر على الجهاز التنفسي أو الهضمي، بما في ذلك مسببات الإسهالات.
الحرارة وتأثيرها على سلامة الغذاء
وحذّر حجاوي من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى سوء حفظ الغذاء وتكاثر الميكروبات، الأمر الذي يتسبب في ظهور حالات إسهال غير مبررة.
و شدد على أهمية توصيات مؤسسة الغذاء والدواء بحفظ الطعام في الثلاجات وعدم تعريضه للحرارة المرتفعة.
ولفت إلى أن المملكة سجلت مؤخرًا درجات حرارة تجاوزت 40 مئوية، وهي مستويات لم تشهدها منذ 20 عامًا، ما يستوجب الحذر.
مراقبة الأوبئة في دول الجوار وأوروبا
وقال حجاوي إن المركز الوطني لمكافحة الأوبئة يرصد باستمرار المسببات المنتشرة في دول الجوار وأوروبا، نظرًا لأن الأوبئة لا تعرف الحدود وتعتمد على التواصل البشري في انتشارها.
وأوضح أن بعض المناطق، مثل مواسم الحج أو مدن الخليج، تشكل نقاط التقاء بين الشرق والغرب، ما يستدعي متابعة دقيقة، مع الالتزام باللوائح الصحية الدولية التي تمنع تعطيل حركة السفر إلا في حال الإعلان رسميًا عن وباء.
توصيات للوقاية خلال موجات الحر
واختتم حجاوي حديثه بالتأكيد على أن الحذر واجب، مشددًا على ضرورة الابتعاد عن الشمس المباشرة، والإكثار من شرب السوائل، والحصول على الراحة عند الشعور بالصداع أو الإرهاق، لتجنب المضاعفات الصحية التي قد تنجم عن موجات الحر.
