صدى الشعب – كتبت – نيڨين العياصرة
اقترب موعد الإنتخابات لمجلس العشرين، ولا شك أن التصويت هو قرار المواطن أن يكون جزء مشارك فعّال في عملية الإصلاح المنشودة، تحقيقا للمصلحة العامة، ولكن ما يحدث أن قرار التصويت يتأثر بعدة عوامل وأفكار، وسياسات، وبالعواطف والإنحيازات تحت مفاهيم تلامس مشاعرنا وتندرج تحت مسمى “الفزعة”.
ونعلم أن التجارب والمحاولات على مر سنوات لإختيار النائب الذي يمثلنا كانت نتائجها على عكس المعقول، خيبت آمال الكثير من أصحاب الفكر السوي وممن يخافون على هذا الوطن الغالي، ،ومع ذلك ما زال البعض يرضى أن يكون تلك الكرة التي تتدحرج في ملعب الإنتخابات ليحقق الأهداف الشخصية للبعض وقد يكون للأغلب، أما عن الجمهور الذي يشاهد بصمت تلك المباراة لعله توجع وتراجع متخذ قرار المقاطعة حتى لا يشعر بصفعة الألم التي ركلته وحققت هدف في مرماه.
ولكن النجاح لا يتحقق بالتصويت الغبي ولا بالمقاطعة، بل يستدعي منا أن نكون نحن المؤثرين، وأن نوجه أنفسنا ومن معنا تجاه الخطاب الواقعي الذي ينهض بالقطاعات كافة، فالتعليم، والإقتصاد والرعاية الصحية، والتنمية المستدامة هي أولوية عامة تنهض بالوطن وتنعكس على المواطن إينما كان.
أما البرامج الفردية التي يتم إعلانها في الحملات الإنتخابية لأسلوب جذب القاعدة المحلية ماهي الإ سياسة “نتنه” لها تأثير عميق على قطاع من الجمهور ، ولكنها لا تحقق المصلحة العامة ابدًا، وتلك التي غلب عليها طابع تصفية الحسابات بغطاء الديمقراطية وكانت نتائجها نقمة.
اليوم يستحق التصويت أن تكون واعيًا بالعوامل التي أثرت عليك كناخب في المرة السابقة، حتى لا تميل عواطفك عندما تدلي بصوتك في صندوق الإقتراع، فنحن نريد نواب على مستوى الطموح ،فلقد تغلغل الإحباط واليأس من سوء إختيار متكرر نخشى أن يتكرر.
ولكن يبقى طوق نجاة يلوح في أفق”الأردن الكرامة والمجد”، هذا الأفق الذي مازالت خيوطه بيد الشعب، فإما يصنع قاربه ويشيّد شراعه لينجو ، أو يقطعها ليسمح للتغول والتسلط والفساد بالإمتداد.
صوتك هو حقك،مش بس حقك، هو حقنا كمان ، هو قرار لمصلحة عامة، هو إنتماء وحب للوطن،فلا تكن ذلك الغبي الذي يبيع ضميره وصوته ليصل الفاسد، عليك أن تنقذ نفسك ووطنك من استبداد وفساد، فالإصلاح لا يحققه من يعزف على كرامتك،ويشتري حريتك.
آن الأوان أن يستعيد الشعب ذاكرته، وينزع عنه غشاء غباء التصويت، فالخانة التي تحافظ على انسانيتك وتقدس حريتك، وتحترم عقلك، لا تكذب ولا تعرف الغرور، من خرجت من رحم المعاناة تستحق منك الإشارة.