ريال: 28 فندقاً في منطقة البتراء قد أغلقت أبوابها وتم تسريح موظفيها قعوار: انخفضت نسبة الحجوزات 85٪ منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم
صدى الشعب – رغد الدحمس
أكد مختصون بالقطاع السياحي على ان القطاع السياحي في الأردن يعيش أزمة حادة تتفاقم يوماً بعد يوم بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.
وأشاروا بأن الفنادق التي تعتمد بشكل كبير على السياحة، مثل تلك في البترا، شهدت تراجعاً حاداً في معدلات إشغالها، حيث لم تتجاوز النسبة 3% إلى 4%.
وبينوا أن قطاع السياحة في الأردن يعاني من انخفاض حاد في الحجوزات بنسبة تصل إلى 85%، خاصة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأكدوا على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم قطاع السياحة، مؤكدين الحاجة إلى برامج دعم مشابهة لتلك التي تم تنفيذها خلال جائحة كورونا.
قال المستشار والخبير في السياحة الداخلية، نبيه ريال، بأن الفنادق التي تعتمد بشكل مباشر على السياحة، مثل تلك الموجودة في البتراء، تشهد تراجعاً ملحوظاً في إشغالها، حيث لا تتجاوز نسبة الإشغال 3٪ إلى 4٪.
وأوضح ريال أن حوالي 28 فندقاً في منطقة البتراء قد أغلقت أبوابها وتم تسريح موظفيها، مما يعكس حجم الأزمة التي يمر بها هذا القطاع.
وأشار إلى أن الوضع الحالي يتطلب إجراءات عاجلة للحفاظ على قطاع السياحة الوافدة ودعم العاملين فيه، مضيفا : “نحن بحاجة إلى برامج مشابهة لتلك التي تم تطبيقها خلال جائحة كورونا، حيث أن الوضع الحالي أسوأ من تلك الفترة، لافتا انه يجب أن يكون هناك دعم للموظفين والشركات السياحية لضمان استمراريتهم وعدم إغلاق المزيد من المنشآت السياحية”.
وأوضح أن شركات السياحة الوافدة تواجه تحديات كبيرة، حيث أن الطلبات على السياحة في الأردن لعام 2024 وأوائل 2025 شبه معدومة.
وأكد أن “الحفاظ على الموظفين والشركات يتطلب دعماً فورياً من الدولة”، مشيراً إلى ضرورة توجيه الجهود نحو التسويق الصحيح لتعزيز صورة الأردن كوجهة سياحية آمنة ومستقرة.
واقترح ريال أن يتم تسويق الأردن من خلال تعاون السفراء الأردنيين في الخارج مع المؤثرين والمدونين والممثلين العالميين لزيارة الأردن والتحدث عن جماله وأمانه، مؤكدا على أن هذا النوع من التسويق المباشر يمكن أن يسهم بشكل كبير في جذب السياح.
وأشار ريال إلى أن الأرقام الحالية تشير إلى انخفاض بنسبة تتراوح بين 85٪ و95٪ في الطلب على السياحة الوافدة للأردن في عام 2024، محذراً من أن استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة دون تدخل قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة، حيث قد يصل التراجع إلى أكثر من 95٪ في عام 2025.
واكد على أهمية دعم قطاع السياحة الوافدة كونه يمثل رافداً مهماً لميزانية الدولة، مشدداً على ضرورة وقوف الدولة إلى جانب هذا القطاع قبل أن يتلاشى بالكامل.
بدوره قال الخبير السياحي عون قعوار إن قطاع السياحة في الأردن يعاني من تراجع كبير منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وحتى الآن، حيث انخفضت نسبة الحجوزات بنسبة 85٪.
وأضاف قعوار خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن 28 فندقاً في منطقة البترا، التي تعتبر من أفضل المناطق السياحية في البلاد، أغلقت أبوابها، موضحا أن البترا تعتمد بشكل كبير على السياحة الوافدة من الخارج، بينما تعمل الفنادق في عمان على استضافة المؤتمرات، وفنادق العقبة تعتمد على السياحة الداخلية.
وأشار قعوار إلى أن إغلاق هذا العدد الكبير من الفنادق يشكل ضغطاً كبيراً على القطاع، حيث لم يتبقَ إلا عدد قليل من الفنادق تعمل حالياً، مؤكدا على أن هذا الوضع يسبب ضرراً كبيراً على القطاع السياحي بشكل عام.
وطالب قعوار الحكومة بإعلان بدعم القطاع السياحي للتعامل مع هذا الوضع، مشيراً إلى أنه خلال جائحة كورونا كان هناك قانون دفاع وفرت الحكومة من خلاله دعماً للرواتب وتسهيلات للعمل، بالإضافة إلى قروض سياحية لدعم الفنادق وشركات السياحة والنقل بفوائد مخفضة.
وأكد قعوار على أنه بالمقارنة مع وضع كورونا، فإن القطاع لم يحصل على الدعم اللازم حالياً، خاصة أن الفنادق توفر أكبر نسبة من العمالة في القطاع، يليها شركات النقل والسياحة والأدلاء السياحيين.
ودعا إلى إطلاق برنامج مشابه لبرنامج “استدامة” بالتعاون مع الضمان الاجتماعي ووزارة العمل لدعم رواتب الموظفين وتقديم حلول تخطيطية للتعامل مع الأزمة الحالية.
يذكر انه تراجع عدد السياح في الأردن 7.9% في النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من 2023. وبلغ عدد السياح 2.3 مليون سائح، مقارنة بـ 2.5 مليون سائح في الفترة المقابلة من العام الماضي، إذ نمت السياحة في النصف الأول من العام الماضي 54.4% مقارنة بالنصف الأول 2022.
ويأتي تراجع السياحة خلال النصف الأول من العام الجاري، نتيجة استمرار تأثير الحرب على قطاع غزة في أعداد المجموعات السياحية القادمة إلى المملكة وخصوصا الأوروبية منها.