طلبة: التوجهات لإشراك الشباب في العمل الحزبي تتجسد حبراً على ورق
- الرواحنة تؤكد أهمية انخراط الشباب بالعمل الحزبي وتمكينهم من المشاركة السياسية الفاعلة
- عزايزة : الأنشطة الحزبية تهدف إلى تكييف وتأمين البيئة الحاضنة داخل الجامعات
صدى الشعب – فايز الشاقلدي
دخل نظام الأنشطة الحزبية في الجامعات الأردنية طور التنفيذ والعمل به نهاية شهر أيار الماضي، وفقاً للمعايير التشريعية، وجاء القرار في إطار منظومة التحديث السياسي التي تم إطلاقها مع مطلع المئوية الثانية للمملكة، مستنداً إلى قانون الأحزاب السياسية الذي تم إقراره ضمن هذه المنظومة.
وبحسب تطوير المنظومة السياسية، يصبح ما كان لعقود طويلة محرّماً وممنوعاً في الجامعات مباحًا ومشروعاً، بل ومشجّعاً عليه من الإدارات الجامعية والحكومة والمؤسسات الرسمية في الدولة، وهو انتقال مهم ونوعي، نظرياً، مرتبط بإقرار حزمةٍ من التشريعات الجديدة على صعيد الأحزاب وقانون الانتخاب جميعاً، تدفع وتدعو إلى تعزيز اندماج الشباب في العمل الحزبي والسياسي العام.
وأكد شباب وطلبة جامعيين وحزبيين ، أهمية تنشيط الحياة السياسية في الجامعات الأردنية ، معتبرين أن للجامعات الدور الرئيسي في عملية التنشيط لتوافر إمكانية استبدال سياسة الفراغ الذي يقود إلى ظاهرة العنف الجامعي وإحلاله بمفاهيم سياسية .
ورأت طالبة العلوم السياسية في جامعة ال البيت لمى سمارة، أن ضعف الثقافة السياسية والخوف من المشاركة السياسية وعدم الثقة بالأحزاب من أبرز التحديات التي تحد من المشاركة الشبابية بالعمل السياسي، مشيرة إلى ضرورة تدريب الشباب على كيفية إقامة حوار وطني شبابي ، ويجب إشراك الشباب في برنامج ” انا اشارك ” ، الذي لاقى صعوبة لضم الشباب للبرنامج .
وأكدت سمارة، أن المشاركة السياسية داخل الجامعة تأتي داخل إطار معين “مئطرة”، حسب ما تقتضيه مصلحة الجامعة ، وعلى عدم وجود حريات لتعبير رغم سعي البعض للإصلاح، لكن عمداء شؤون الطلبة يتعمدون التأخير في إصدار موافقات لإقامة أي نشاط سياسي داخل الجامعة .
وأشارت إلى أن الاتحادات الطلابية تقوم على أسس عشائري وضمن اتفاقية مسبقة مع عمادة شؤون الطلاب، وأن جميع التوجهات التي جاءت لإشراك الطلاب في العمل الحزبي ما زلت تتجسد حبراً على ورق ، ويتم إجبار الطلبة لحضور فعاليات تعود نفذها الهيئة المستقلة للانتخابات داخل الجامعة وبما لمصلحة الجامعة، وأكدت في حال لم يتم الحضور يسجل الطالب غائبًا ويخصم من سجل علاماته ، علمًا أن النشاط ليس له علاقة في المواد الأساسية ضمن الخطة الجامعية .
وعبرت الطالبة شمس شديد من كتلة التجديد العربية، وقالت، إن توفر الإرادة من عدمها لدى عمداء شؤون الطلبة بخلق عمل سياسي وحزبي داخل الجامعات لا تمثل المعضلة الأساسية، إنما خلق بيئة مناسبة تستوعب هذا العمل هو الشأن الجوهري، وباستمرار ممارسات التقييد على الحركة الطلابية وعدم عقد انتخابات مجالس طلبة، يبدو ذلك مستحيلاً، ومتناقضًا مع شعارات الديمقراطية التي يروّج لها قانون العمل الحزبي في الجامعات.
وأشارت إلى أنه “يمكننا أيضًا النظر إلى نصوص قانون العمل الحزبي في الجامعات وتحليلها بتمعن، والتي تمنح عميد شؤون الطلبة صلاحيات أشبه بتلك الممنوحة لحاكم إداري، ما يجعل شعار “نحو شباب حزبي فاعل” يعتمد واقعيًا على أهواء عميد شؤون الطلبة”.
ووصفت قانون العمل الحزبي في الجامعات والذي يبدو بحلّةٍ ترويجيّة للديمقراطيات غير مطابق لجوهره؛ فقد جاء مرتبطًا بمتطلبات التمويل الغربي لا بمفاهيم الحريّات الحقيقية، ولا يهدف إلى تنظيم العمل الحزبي وتطويره.
من جانبه وصف الناشط الشبابي محمد الحسيني، نظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبية بمؤسسات التعليم العالي، بأنه يوحي بعكس المعلن في ظل تغيب اتحادات الطلاب، وإصدار أنظمة ضد الحريات، وهو بالتالي أقرب لتوجيه نحو زيادة تقييد الحركة الطلابية، ويضيف من الأجدر أن تملك الجامعات صوتاً ينبع من حنجرة الطلاب الفقراء للتعبير عن الآراء والمشاكل التي يواجهونها في حياتهم الجامعية، خصوصاً مع تنامي نهج الخصخصة على صعيد المؤسسات، وتبني سياسات تتجه نحو الإفقار في العقود الأخيرة”.
وعبرت طالبة العلوم الإسلامية التي رفضت ذكر إسمها، أن تجربة نقابة المعلمين التي أجهضت، وملاحقة المعلمين بأرزاقهم والتضييق عليهم بعملهم بسبب مواقفهم النقابية والسياسية تجعلنا نفقد الثقة بالتوجهات الحكومية للإصلاح السياسي، وكما أن الطلاب الذين يخالفون توجهات الحكومة بالانضمام إلى أحزاب معارضة يجري التضييق عليهم في الحصول على عمل”.
وانتقد الطلاب النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تحديداً، إعطاء النظام صلاحيات واسعة لعمداء شؤون الطلاب للسماح بأي نشاط حزبي أو منعه أو تعديله، والتدخل في تفاصيل مكان تنظيمه وزمانه والمشاركين فيه ومحتواه، واعتبروا أن النظام محاولة لتشريع تقييد العمل السياسي في مؤسسات التعليم العالي، وفرض مزيد من الرقابة عليه.
واستدرك منسق الحملة الوطنية من أجل الطلبة ” ذبحتونا ” أن “السماح للعمل الحزبي في الجامعات لا يحتاج إلى تشريعات، وإنما إرادة حقيقية للإصلاح، والسماح بقيام اتحادات طلابية منتخبة”.
وأضاف، أن الجامعات تقمع حرية العمل الطلابي ولم يتضمن مشروع النظام إجراء أي تعديل يُذكر عليها”، مؤكدًا انه لا يوجد اتحادات طلابية منتخبة داخلها.
بدوره، أشار عميد شؤون الطلبة في جامعة فيلادلفيا الدكتور عمر الكفاوين إلى جهود جلالة الملك وسعيه المتواصل لتحديث وتطوير المنظومة السياسية في تطوير دور الشباب الجامعي وتعزيز دورهم كونهم شركاء في تنمية المجتمع وعماد الإصلاح السياسي القادم.
ونوه إلى ضرورة إعطاء المساحة الكافية للطلبة
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/IMG-20230610-WA0017-scaled.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/IMG-20230610-WA0020-1024x724.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/IMG-20230610-WA0018-1024x975.jpg)
![](https://shaabjo.com/wp-content/uploads/2023/06/IMG-20230610-WA0016-1024x685.jpg)