صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكد ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن، المهندس جمال عمرو، أن أسعار المواد الغذائية الأساسية في المملكة لم تسجل ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أن معظم أسعار السلع تشهد حالة من الاستقرار، مع تسجيل انخفاضات في أسعار بعض المواد مقارنة بعام 2024.
وأشار عمرو خلال حديثه لـ”صدى الشعب” إلى أن سلة غذاء الأردنيين لم تشهد ارتفاعات كبيرة في الأسعار بالمقارنة مع السنوات السابقة، موضحًا أن هذا الاستقرار يعكس توازناً نسبياً في السوق المحلي، على الرغم من التحديات الاقتصادية والتغيرات التي طرأت على الأسواق العالمية خلال العامين الماضيين.
وأوضح، أن أسعار الأرز، لا سيما صنفي الحب المتوسط والبسمتي، انخفضت بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15% مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن أسعار مادة السكر تراجعت بنحو 5% عن العام السابق، ما يعكس حالة من التوازن في السوق رغم التغيرات العالمية.
وفيما يتعلق بأسعار الزيوت النباتية، بيّن أن اسعار هذه المادة شهدت ارتفاعًا واضحًا بدءًا من شهر يونيو من العام 2024، واستمر هذا الارتفاع حتى نهاية العام ذاته، ليستقر الأسعار على هذه الارتفاع بعام 2025.
وحول أسعار البقوليات، أشار إلى أن انخفاض أسعارها عالميًا انعكس بشكل إيجابي على السوق المحلي، حيث انخفضت أسعار بعض هذه المواد مثل العدس المجروش، والعدس الحب، والفاصوليا، بنسبة تتراوح بين 3 إلى 5%.
ارتفاع في أسعار الحليب واللحوم
ولفت المهندس إلى أن بعض المواد شهدت ارتفاعًا واضحًا في الأسعار، وعلى رأسها الحليب ومشتقاته، موضحًا أن هذا الارتفاع يعود إلى عاملين رئيسيين أولهما هي تراجع فاتورة الدعم الأوروبي لمادة الحليب، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار عالميًا بنسبة تراوحت بين 3 إلى 5%، مما انعكس بدوره على السوق الأردني.
أما فيما يتعلق باللحوم، فأوضح أن أسعارها تعتمد بشكل رئيس على أسعارها من بلد المنشأ، إلى جانب عوامل العرض والطلب.
وأضاف أن السوق شهد ارتفاعًا في أسعار اللحوم خلال شهر رمضان المبارك، نتيجة زيادة الطلب وانخفاض العرض، حيث تراوحت نسب الزيادة بين 5 إلى 12%، مشيراً أنه باستثناء هذه الفترة، لم تكن هناك زيادات كبيرة في أسعار اللحوم.
وأشار أيضًا إلى تقارير منظمة “الفاو” التي أكدت وجود ارتفاعات عالمية في أسعار بعض السلع، مقابل انخفاضات في أسعار أخرى، أبرزها القمح والأرز، حيث واصل الأرز تسجيل انخفاض في أسعاره حتى العام الجاري 2025، مشيراً إلى أن أسعار القهوة سجلت ارتفاعًا ملحوظًا منذ بداية العام، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، نتيجة ظروف مناخية أبرزها الجفاف، إلى جانب تحديات في سلاسل التوريد.
ضعف بالقدرة الشرائية وركود في السوق
وكشف عمرو عن وجود انخفاض واضح في القوة الشرائية للمستهلكين، حيث شهد السوق ركودًا كبيرًا خلال شهر أبريل من العام الحالي، وهو ما ساهم في استقرار الأسعار رغم بعض الارتفاعات العالمية.
وأرجع هذا الاستقرار إلى المنافسة الشديدة في السوق، التي أدت إلى توافر كميات كبيرة من السلع مقابل طلب منخفض، مما ساهم في خلق عروض وتخفيضات واسعة على ما لا يقل عن 10 إلى 15 سلعة غذائية، قامت بها العديد من المحلات التجارية.
وأضاف أن بعض السلع بيعت بأسعار تقل أحيانًا عن كلفتها الحقيقية، خاصة تلك التي تقترب تواريخ صلاحيتها من الانتهاء، مؤكداً أن هذه الامر يعكس بوضوح ضعف الطلب وزيادة المعروض.
كما أشار إلى أن تراجع السيولة النقدية في السوق أثّر سلبًا على القدرة الشرائية للمستهلكين، وأدى إلى صعوبات مالية لدى الشركات، التي وجدت صعوبة في الوفاء بالتزاماتها تجاه شركات أخرى، مما تسبب في حدوث إشكاليات داخل السوق المحلي.
وكان المدير التنفيذي للجمعية الوطنية لحماية المستهلك، ماهر الحجات، أكد بتصريحات سابقة لـ”صدى الشعب” على أن الارتفاعات المستمرة في أسعار السلع الأساسية، مثل اللحوم والدجاج، أثرت على ذوي الدخل المحدود، مشيراً إلى أن غياب الرقابة الرسمية وارتفاع الأسعار قبيل عيد الأضحى يزيد الأعباء على المواطنين، داعياً الحكومة لتفعيل السقوف السعرية واستيراد كميات كافية لضبط السوق.
والجدير بالذكر أن تقرير للبنك الدولي نشر بالأيام الماضية كشف عن ارتفاع متواصل لأسعار الأغذية في الأردن لمدة ثلاث شهور متتالية منذ مطلع العام الحالي، في وقت رصدت فيه دائرة الإحصاءات العامة ارتفاعا في أسعار المستهلك (التضخم) للفترة ذاتها.
