صدى الشعب – كتبت تغريد جميل قرقودة
الكلمة ليست مجرد حروف تُنطق أو أحرف تُكتب، بل هي سلاح ذو حدين، يمكن أن يبني الأمم كما يمكن أن يهدمها. في عالمٍ يعج بالأصوات، تتعالى فيه الصرخات وتتنافس فيه المصالح، تظل الكلمة، إن استخدمناها بحكمة، أداة عظيمة لتحريك الوعي المجتمعي وتحقيق التغيير المنشود.
وفي وسط هذا الزخم الإعلامي المتسارع، حيث أصبحت شاشاتنا تمتلئ بالأخبار المتباينة، والآراء المتناقضة، يصبح الإعلام ليس مجرد مهمة، بل رسالة ومسؤولية. نحن، الإعلاميين، لسنا فقط ناقلين للخبر، بل نحن أيضًا صانعو الوعي. والمجتمع يحتاج إلى إعلام يتمتع بالصدق، بالنزاهة، والقدرة على التأثير الإيجابي في حياة الأفراد.
عندما أتأمل في مشهدنا الإعلامي، أجد أن المسؤولية المجتمعية لا تقتصر على تقديم الحقائق فحسب، بل تتعدى ذلك إلى خلق بيئة من الحوار البناء، والتحفيز على المشاركة الفاعلة في المجتمع. ونحن كإعلاميين، يجب أن نتحلى بالقدرة على تسليط الضوء على القضايا التي تلامس هموم الناس، وتسهم في تحسين حياتهم اليومية.
لقد اخترت، في مسيرتي الإعلامية، أن أكون صوتًا للفئات المهمشة، وأن أعمل من خلال منصاتي الإعلامية على إبراز القضايا الاجتماعية التي لا تجد من يرفعها أو يعالجها. الإعلام ليس مجرد منصة للترفيه أو للتسلية، بل هو أداة حقيقية في نقل القصص التي لا تُسمع في الأماكن العامة، لكنه يجب أن يكون أيضًا مرآة حقيقية تعكس الواقع كما هو، بدون تجميل أو تزييف.
وما أكثر الفوارق التي يمكن أن يحدثها الإعلام في حياة الأفراد، سواء على صعيد تغيير فكري، أو تعزيز قيم اجتماعية. عندما نتحدث عن المسؤولية المجتمعية، يجب أن نعي تمامًا أن لكل كلمة نقولها تأثيراً، ولكل فكرة ننقلها القدرة على التغيير. وهنا تكمن الأمانة الإعلامية، في أن نختار بعناية ما نقدمه، وأن نكون صادقين مع جمهورنا ومع أنفسنا.
وأنا، كإعلامية، أرى أن الأمانة في الكلمة، في نقل الحقيقة، وفي تسليط الضوء على قضايا الناس، هي مسؤولية لا يمكننا التهاون فيها. الإعلام هو مرآة المجتمع، وهو قلمه الذي يكتب أحداثه وتوجهاته. ونحن يجب أن نكون حراسًا لهذه الكلمة.