عبدالرحمن البلاونه
نستقبل الشهر الفضيل في هذا العام بقلوب يعتصرها الألم لما آلت اليه الأوضاع المأساوية، والفاجعة التي حلت بأشقائنا في قطاع غزة الصابر الصامد، يخيم علينا الحزن وخيبة الأمل، ونحن نشعر بالخزي والعار الذي غلفه تخاذل الأشقاء، وتخاذل العالم الإسلامي، والاوروبي تجاه المجازر البشعة وحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الغدر الصهيوني بحق الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ، و على مرأى من العالم القذر المتخاذل الذي يدعي الإنسانية والتحضر، و يكيل بمكيالين، فلا حقوق لأطفال غزة ولا لنسائها، فقد كشفت هذه الحرب الظالمة زيف ادعاءاتهم بحقوق الانسان، وحقوق المرأة و الطفل.
إن ما يحدث في قطاع غزة من إبادة جماعية وتقتيل وتشريد، لأشقاء دمرت منازلهم ومات أطفالهم من القصف ومن الجوع والخوف والبرد تحت الردم والركام يدخل في قلوبنا الأسى، ويمكننا القول أن هذا العام هو عام الحزن، الحزن على الأطفال الذين مزقت أجسادهم الطاهرة قنابل الغدر إلى أشلاء، والحزن على من مات جوعاً، والحزن على كرامة وشرف أمة ذليلة منبطحة، دنسته قوات الاحتلال دون ان تحرك ساكنا، لنصرة المستضعفين من النساء والولدان.
في السنوات الماضية كنا نستقبل الشهر الفضيل بفرح وسعادة وسرور، ونتسوق ما لذ وطاب من الأطعمة والحلويات والعصائر، لكننا اليوم وفي ظل ما يحدث للأشقاء يلفنا الحزن والأسى، نستقبله بقلوب مكسورة وحزينة، فكيف نهنأ بطعام أو شراب، ونحن نرى أطفالا ونساءً مشردين في العراء بلا مأوى ولا دواء ولا غذاء.
عذرا يا أهل غزة، فوالله أننا نعلم أنه ما لنا أمام الله ولا أمامكم عذر، أين ستفطرون بعد أن هُدمت بيوتكم ، وماذا ستفطرون بعد أن أغلق الأشقاء الأَلِدَّة المعابر والحدود ومنعوا عنكم الماء والغذاء والدواء، ومع من ستفطرون بعد أن فقدتم عوائلكم وأبناءكم، أين ستقيمون الليل وقد هدمت مساجدكم، أين ستداوون مرضاكم بعد أن دُمرت مستشفياتكم؟ لا أعلم كيف يطيب لنا طعام ونحن نعلم أنكم جوعى، وأطفالكم بلا مأوى يموتون جوعاً وخوفاً في ظلام دامس وبرد قارص.
لقد أثبتم لنا أنكم شرف الأمة ورجالها وكبريائها وكرامتها، نعتز بكم ونفتخر. وما سواكم ما هم إلا كزبد البحر، وكغثاء السيل، عذرا يا أهل غزة فما لكم أحد سوى الله، هو حسبكم ونعم الوكيل.