الدكتور هاشم الفاخوري
تلعب الغدة الدرقية دورًا مهمًا في تنظيم وظائف الجسم والأيض كونها المسؤولة عن إفراز هرمونات الدرقية “الثيروكسين
والترييودوثيرونين”، وتنظم الغدة الدرقية نشاطها بناًء على مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الجسم من خلال آلية تسمى “تقاطع
الردود السلبية”.
وعندما تكون مستويات هرمونات الغدة الدرقية منخفضة، يتم تحفيز الغدة الدرقية لإنتاج المزيد من هذه الهرمونات،
والعكس صحيح عندما تكون المستويات مرتفعة.
وتؤثر بشكل واضح على وظيفة الجهاز العصبي، بما في ذلك النشاط العقلي والتركيز، ويؤدي زيادة نشاط الغدة الدرقية لزيادة معدلات
الأيض وقد يؤدي إلى فقدان الوزن وزيادة في درجة الحرارة الجسمية وتغير الحالة المزاجية .
إن اضطرابات الغدة الدرقية قد تؤثر على الصحة النفسية بشكل كبير، حيث أن النشاط الدرقي “هاشيموتو” أو نقص النشاط الدرقي
“قصور الدرق” يمكن أن ترتبط بأعراض مشابهة للاكتئاب والقلق، مما يمكن أن يؤثر على الحالة المزاجية والعمل النفسي، كما يمكن
أن يؤدي نشاط الغدة المفرط إلى الغضب والانفعالات المبالغة، وبعض الأشخاص يمكن أن يعانوا من اضطراب اكتئابي يتناوب مع
تغيرات في وظيفة الغدة الدرقية، حيث يكون هناك تأثير مرتبط بمستويات الهرمونات.
كما أن اضطرابات الغدة الدرقية قد تتسبب في الشعور بالتشتت وعدم القدرة على التركيز، بالإضافة إلى الإحساس بالتعب ولإجهاد
المستمر، وقد تؤثر على نوعية النوم، مما يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية والتوازن العاطفي.
بعض الأدوية النفسية قد تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية وتعتمد هذه التأثيرات على نوع الأدوية وكيفية تفاعلها مع الجسم، حيث تعمل
الأدوية المضادة لالكتئاب مثبطات انتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين – SSRI مثل البروزاك وزولوفت بالتأثير على وظيفة الغدة
الدرقية بزيادة مستويات هرمون التيروكسين في الجسم.
من المفيد أن يعمل مريض الغدة على مرضه بالتعاون مع طبيب نفسي، الطبيب النفسي يمكنه تقديم الدعم النفسي والعلاج للمساعدة في
التعامل مع التأثيرات النفسية لمشاكل الغدة الدرقية ومن الممكن أن يقوم الطبيب النفسي بتقديم استراتيجيات التحسين والتخفيف من القلق
أو الاكتئاب المرتبط بمرضى الغدد بشكل عام .