صدى الشعب-اسيل جمال الطراونة
حذرت الدكتورة الصيدلانية روز يونس الطويسي من تزايد خطورة الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية في المجتمع، مؤكدة أن هذا السلوك بات يشكل تهديدًا مباشرًا لفعالية الأدوية على المدى البعيد، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى حالات وفاة نتيجة العدوى التي لم يعد بالإمكان علاجها.
وتقول الطويسي إن مشكلة المضادات الحيوية تبدأ من تناول الدواء دون وصفة طبية أو تشخيص دقيق، موضحة أن كثيرًا من المواطنين يستخدمون هذه الأدوية لعلاج أمراض غير بكتيرية مثل الإنفلونزا والزكام، وهي أمراض فيروسية لا تستجيب للمضادات الحيوية.
وتضيف هذا الاستخدام الخاطئ يخلق مقاومة بكتيرية للمضاد الحيوي، ما يجعل علاجه في المستقبل أصعب بكثير.
وتشير الطويسي إلى أن جزءًا كبيرًا من المشكلة يكمن في عدم التزام المرضى بالجرعة والمدة المحددة للعلاج؛ إذ يبدأ بعض المرضى بالشعور بالتحسن بعد يومين أو ثلاثة، فيتوقفون عن تناول الدواء قبل إكمال المدة الموصى بها، والتي قد تتراوح بين 5 إلى 10 أيام حسب نوع الالتهاب.
وتوضح عندما يتوقف المريض مبكرًا، لا تُقتل البكتيريا بالكامل، فتصبح أقوى وأكثر مقاومة، وقد نصل إلى مرحلة لا تنجح فيها حتى أقوى المضادات الحيوية.
تحذر الطويسي من أن استمرار هذا السلوك قد يؤدي إلى انتشار أنواع من البكتيريا لا تستجيب لأي علاج متوفر حاليًا، وهو ما قد يسبب عدوى خطيرة قد تنتهي بالوفاة، رغم أن علاجها كان بسيطًا في بداياتها لو تم الالتزام بالاستخدام الصحيح.
وتؤكد الطويسي أن للصيادلة دورًا جوهريًا في هذه المواجهة، مضيفة علينا توعية الناس بأن المضاد الحيوي يُستخدم فقط لعلاج الالتهابات البكتيرية. وعندما يأتي مريض يطلب مضادًا حيويًا لحالة فيروسية، نوجّهه نحو البدائل المناسبة مثل المسكنات والفيتامينات والإكثار من السوائل.
كما تشدد على ضرورة شرح طريقة الاستخدام الصحيحة عند صرف المضاد الحيوي، من حيث الجرعة، وعدد المرات، وتوقيت تناوله، ومدة الاستمرار بالعلاج، إضافة إلى التأكيد على عدم إيقاف الدواء قبل انتهاء “الكورس” الموصى به.
وتختتم الدكتورة روز الطويسي حديثها بالتأكيد على أن مسؤولية الحد من هذا الخطر تقع على الجميع، قائلة: على المجتمع أن يثق بالنصيحة الطبية التي يقدمها الصيادلة والأطباء، لأن الالتزام بالتعليمات يحمي الفرد والمجتمع من خطر قد يهدد حياتهم مستقبلًا.






