صدى الشعب – طارق البكري
عَلَت في سماء مخيم الجلزون للاجئين فجر هذا اليوم روح حليمة خدّاش، أو “عمتي حليمة” كما اعتدنا في السنوات الأخيرة، حليمة المخيم وحليمة القرية المهجّرة وحليمة البحر.
حملتُ حليمة معي في آخر ثماني سنوات كل يوم وفي كل مناسبة، إلى كل ندوة ومحاضرة، وكانت موجودة في كل حديثٍ عن البلاد، وعن العودة والثوب والأمل والمخيم.
كأنه الأمس، عندما اتصل بي الصديق زياد خداش في أحد أيام صيف ٢٠١٦ ليخبرني بأنّ عمته حليمة المولودة في قرية بيت نبالا المهجّرة قضاء الرملة، لم تشاهد قريتها أبدًا منذ أن هُجّرت منها فتاةً قوية خلال النكبة، فكانت لها رحلة العودة تلك. وبعد أن مشت على أطلال قريتها وحددت مكان بيتها المدمّر انتهت رحلتنا وما إن بدأنا نخرج من الرملة لنعود إلى المخيم، فوجئنا بأن حليمة لم ترَ بحر فلسطين يومًا، فكانت لها تلك الصورة الأيقونية على شاطىء بحر يافا.
جسدك سيُدفن في مقبرة المخيم، أمّا روحك الآن فهي تحلّق فوقه، لن يمنعها جدارٌ اسمنتي أو حاجزٌ عسكري من أن تعود إلى بيت نبالا وتُكمل إلى عروس البحر، يافا.
رحمك الله “عمتي حليمة”