يعرف المغص عند الأطفال بأنه حالة البكاء المتقطع التي تحدث للطفل الرضيع الذي لا يعاني من جوع أو أي مرض آخر، وتستمر هذه الحالة للرضيع عدة ساعات وقد تحدث على الأقل ثلاث مرات اسبوعياً أو أكثر، وهذه الحالة تصيب قرابة 25% من الأطفال الرضع.
وتبدأ هذه الحالة عندما يكون الطفل في الأسبوع الثاني أو الثالث من العمر، وتنتهي تدريجيا في غضون بضعة أشهر خلال تقريباً 4 إلى 6 أشهر من عمر الرضيع!
في بعض الأحيان، يمكن أن تكون مشكلة في الأطفال الأكبر سناً أيضاً.
والسبب الدقيق لهذه المشكلة غير معروف تماماً إلا أن أحد الأسباب المتوقعة هو أن الهواء المحبوس في تجويف البطن يؤدي إلى الألم وعدم الراحة، كما ان الأطفال الذين يولدون لأمهات مدخنات خلال فترة الحمل أو بعد الولادة لديهم احتمالية أكبر لحدوث المغص.
من أعراض المغص عند الأطفال هو الألم والبكاء وتطبل البطن، وفي الحالات الحادة يمكن أن تظهر أعراض مثل القيء المتكرر، تغير في البراز، ودرجة حرارة الجسم تكون غير مستقرة، وعدم زيادة الوزن والتعب.
ولأن المغص هو حالة مؤلمة للرضيع ومقلقة للأبوين وخصوصاً للأم؛ والتي قد تكون تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة فيجب أن يتم علاج هذه المشكلة من خلال هذه النصائح:
أولاً: الحمام الدافئ:
إن إعطاء طفلك حماماً دافئاً في الأوقات التي يصاب بها بالمغص؛ سيكون له تأثير مهدئ على الطفل فضلاً عن المساعدة في جعل طفلك يشعر بالنعاس.
لذلك املئي حوض استحمام طفلك بماء دافئ، ثم أضيفي بضع قطرات من زيت اللافندر العطري، ثم حممي طفلك في هذه المياه مع القيام بتدليك منطقة البطن برفق للتخفيف من الغازات المؤلمة الموجودة في البطن. ومن ثم جففي طفلك وشدي بطنه بلطف لمساعدته على النوم.
ثانياً: الكمادات الدافئة:
ومن العلاجات الأخرى المنزلية البسيطة التي تساعدك في علاج مغص طفلك؛ هي الكمادات الدافئ التي يتم تطبيقها على بطن الطفل وتساعده على التخلص من الغازات ولها أيضاً تأثير مهدئ.
لذلك يجب أن يتم وضع منشفة ناعمة جداً في الماء الدافئ ثم عصرها ووضعها على بطن الطفل، ومن الممكن فرك منشفة بلطف في حركات دائرية لبضع دقائق على بطن الرضيع لأفضل نتائج، ويجب أن يتم اتباع هذا العلاج البسيط مرتين يومياً للتخلص من الغازات.
ثالثاً: التدليك بالزيوت:
إن للتدليك المنتظم بالزيوت من الممكن أن يقدم نتائج رائعة لأي طفل يعاني من آلام المغص، كما أن التدليك سوف يساعد على الحفاظ على جسم الطفل دافئاً مما يضمن الهضم السليم ويمنع تشكل الغازات، بالإضافة إلى ذلك فإنه سوف يساعد الطفل على النوم بعد كل رضعة.
لذلك يجب أن تضعي القليل من زيت الزيتون الدافئ على يديك، ثم دلكي بطن الطفل بلطف باتجاه عقارب الساعة، ثم أيضاً قومي بتدليك وفرك القفص الصدري والحوض واليدين والقدمين للطفل، يجب القيام بهذا المساج عدة مرات في اليوم.
رابعاً: تمرين دفع الركبة:
إن هذا التمرين اللطيف ضروري لطفلك لضمان هضم جيد وسلس له، كما أنه يمكن أن يساعد طفلك كثيراً في تخفيف ألم المغص ويطبق بالطريقة التالية:
قومي بجعلك طفلك يستلقي على ظهره، ثم بلطف قومي بضم ركبتي طفلك معاً، وبعد ذلك قومي بتقريب قدمي طفلك نحو بطنه بحيث تضغط قدميه على بطنه وحافظي على هذه لوضعية لعدة ثواني، يجب أن تكرري هذا التمرين عدة مرات في اليوم
خامساً: دعي طفلك يتجشأ:
من الضروري أن يتجشأ الطفل دائماً بعد الرضاعة لمنع الألم والمغص؛ فالتجشؤ سوف يساعد على إطلاق الغازات ومنع تجمع الهواء في المعدة الذي يمكن أن يسبب الكثير من الانزعاج وعدم الراحة.
لذلك بعد أن ينتهي الطفل من الرضاعة قومي بوضع طفلك في وضع مستقيم، أو اسنديه على كتفيك وقومي بتدعيم وحماية رأس ورقبة الطفل جيداً بمسكها وتثبيتها جيداً، ثم قومي بتدليك ظهر وبطن طفلك حتى تسمعي صوت التجشؤ، يجب القيام بذلك بعد كل رضعة لمنع المغص والألم من الحدوث لدى طفلك.
سادساً: الريحان:
من الأعشاب المنزلية المفيدة جداً للمغص والتي تعالج النفخة والمغص هي الريحان لأنها فهي تحتوي على نسب عالية من الأوجينول الذي له خصائص مضاد للتشنج ومهدئة تساعد على طرد الغازات وتخفيف الآلام المعوية الأخرى.
– لذلك قومي بوضع ملعقة صغيرة من أوراق الريحان المجفف في كوب من الماء المغلي ثم تغطيته لمدة 10 دقائق, ثم برديه واعكي طفلك ملعقة إلى ملعقتين من هذا الشاي عدة مرات في اليوم.
-كما يفيد هذا الشاي الأمهات المرضعات ومن الأفضل شربه عدة مرات يومياً.
سابعاً: بذور الشمر:
إنا الشمر من الأعشاب الرائعة التي تساعد على التخفيف من المغص عند الرضع كما يمكن أن يخفف من حدة الغازات وتخفيف الآلام المرتبطة بالمعدة بشكل عام، وبشكل عام فهو يفيد الأطفال والأمهات المرضعات أيضاً.
– لذلك قومي بإضافة ملعقة صغيرة من بذور الشمر المطحون إلى كوب من الماء الساخن, ثم قومي بتغطيته لمدة 10 إلى 15 دقيقة ثم يصفى بعد ذلك. ومن الممكن أن تشرب الأم المرضع هذا الشاي مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم أما الطفل الرضيع يعطى نصف ملعقة إلى ملعقة صغيرة من هذا الشاي 3 مرات في اليوم، ويجب أن يتم اتباع هذا العلاج بشكل يومي.
تاسعاً: شاي البابونج:
في دراسة أجريت من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عام 2007 تبين فيها أن شاي البابونج يمكن أن يساعد في القضاء على المغص عند الرضع. ومن المعروف أن للبابونج خصائص مضادة للتشنج ومهدئة من الممكن أن تساعد في تخفيف التشنج المعوي والمساعدة على الاسترخاء.
– لذلك قومي بوضع ½ ملعقة صغيرة من أزهار البابونج المجففة في كوب ويصب الماء المغلي فوقها ثم تغطية الشاي لمدة 10 دقائق ثم يصفى ويترك ليبرد في درجة حرارة الغرفة ثم يعطى الطفل هذا الشاي بجرعات صغيرة ( ملعقة صغيرة) طوال اليوم.
– كما يمكن للأم المرضعة أيضاً شرب كوب من الشاي البابونج مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم.
ملاحظة: لا يجب أن يتم الإكثار من شاي البابونج للرضع لأنه قوي وقد يحدث مضاعفات وازعاجات.
عاشراً: النعناع:
بسبب خصائصه المهدئة والمضاد للتشنج فإن النعناع يساعد في تقليل انتفاخ البطن و أمراض الجهاز الهضمي الأخرى عند الأطفال الرضع.
– لذلك يجب إضافة قطرتين من زيت النعناع إلى ملعقة كبيرة من أي زيت مساج للرضع ثم يتم تدليك منطقة البطن عند الرضيع باستخدام حركات دائرية لطيفة ويجب أن يتم القيام بذلك على الأقل مرتين يومياً.
– أومن الممكن وضع ملعقة صغيرة من أوراق النعناع المجففة في كوب من الماء المغلي وتغطيته وتركه لمدة 10 دقائق ثم تصفيته وإعطاء الرضيع هذا الشاي بكميات صغيرة كما يمكن للأمهات المرضعات شرب هذا الشاي مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم.