صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة
يُعد إدماج الأشخاص من ذوي الإعاقة في مختلف مجالات الحياة خطوة أساسية نحو تحقيق العدالة والمساواة، وهو ما أكد عليه الدكتور محمد بني سلمان، الأكاديمي والباحث المتخصص في علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي، والناشط في العمل الشبابي والمجتمعي، خلال حديثه عن تجربته في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2250 المتعلق بالشباب والسلام والأمن.
وقال بني سلمان إن عضويته في الائتلاف الوطني الأردني للقرار 2250 كانت بمثابة “رحلة وعي حقيقية”، مكنته من إدراك أن السلام لا يُفرض من الأعلى، بل يُولد من داخل الإنسان عندما يؤمن بقدرته على التغيير، مشيراً إلى أن الشباب هم “ضمير الوطن ونبض سلامه.
وأوضح أنه شارك في المنتدى الدولي رفيع المستوى حول الشباب والسلام والأمن، إضافة إلى مشاركته في حفل إطلاق عمّان عاصمة الشباب والخطة الوطنية الأردنية، إلى جانب عدد من المبادرات الوطنية والإعلامية، بهدف أن يكون صوت الشباب حاضراً في كل قرار ورؤية.
ويرى بني سلمان أن أثر هذه التجارب لا يُقاس بالمشاريع المنفذة فحسب، بل بالعقول التي استيقظت والقلوب التي آمنت من جديد.
وانتقل بالحديث إلى جوهر الموضوع قائلاً إن قرار مجلس الأمن 2250 يمثل نقطة تحول حقيقية في النظرة إلى مفهومي المشاركة والتمكين، إذ لا يتحدث عن الشباب كفئة عمرية فحسب، بل كقوة فاعلة في تحقيق السلام والأمن، بكل تنوعهم وقدراتهم، ومن بينهم الأشخاص من ذوي الإعاقة.
وبين أن إدماج الأشخاص من ذوي الإعاقة لا يُعد مطلباً إنسانياً أو اجتماعياً فقط، بل هو خطوة جوهرية نحو بناء مجتمع أكثر وعياً وعدالة، لأن تمكين الجميع من المشاركة وصناعة القرار يعيد تشكيل الوعي الجماعي ليصبح أكثر إنصافاً وتفهماً.
وأضاف أن كثيراً من الأشخاص من ذوي الإعاقة يمتلكون طاقات هائلة وتجارب إنسانية عميقة قادرة على إثراء بيئة السلام والإبداع والعلم، لأنهم أكثر من يدرك معنى الصبر والتحدي والإصرار، مشدداً على أن الإدماج الحقيقي لا يكون شكلياً، بل فعلياً يضمن التوازن بين العدالة والرحمة وبين الفكر والعمل.
وختم بني سلمان حديثه بالتأكيد على أن إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة لا يغيّر من واقعهم فحسب، بل يغيّر منّا جميعاً، ومن الطريقة التي ننظر بها إلى القوة الحقيقية داخل الإنسان، لافتاً إلى أن هذا هو الهدف الذي يسعى إليه القرار 2250 لترسيخه على المستويين الوطني والعالمي.






