صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
هناك العديد من الحالات التي جعلت من التحديات العنوان الأبرز للنجاح والتقدم وأصبحت واحدة من القصص الملهمة التي استطاعت ان تجسد الطموح والنجاح واقعيا بعد أن مرت بالعديد من محطات التعب ولكن رحلة النجاح تتطلب الإرادة والطموح، وبعضهم جعلوا من الإعاقة سبيلا لتحقيق النجاح ، واحدة من هذه القصص، هي قصة لينا سعيفان السيدة الطموحة التي واجهت تحديات الإعاقة الجسدية بقوة وعزيمة، وحولتها إلى دافع لتحقيق إنجازات لا تحصى في مجالات العمل الاجتماعي والتربوي.
وتقول لينا سعيفان “لصدى الشعب” أنها عانت من إعاقة جسدية بسبب خطأ طبي ناتج عن ارتفاع درجة حرارتها وهي طفلة، ما جعلها تعتمد على كرسي متحرك وأشارت إلى أنه وبالرغم من الصعوبات التي واجهتها، لكن أصر أهلها، على أن تكمل تعليمها في مدرسة حكومية، حيث كانت والدتها تحملها من الصف الأول حتى الرابع إلى المدرسة، إلى أن حصلتعلى كرسي متحرك ساعدها في التنقل واعتمدت على نفسها تدريجياً.
وقالت سعيفان، أنها وبعد إنهاء مرحلة الثانوية العامة، بدأت بالعمل في مجالي الملابس والعطور وفيما بعد، توسعت دائرة طموحها وانضمت إلى جمعيات تعنى بذوي الإعاقة، منها جمعية النهضة التي أتاحت لها فرصة حضور مؤتمر في إسبانيا والبرتغال لبحث قضايا ذوي الإعاقة، كما كانت بطلة مسرحية في جمعية الطفل، تحكي قصتها الملهمة في الجامعات لنشر التوعية والتشجيع.
واشارت إلى انها وبعد وفاة والديها، قررت أن تكون عضواً فعالاً في المجتمع، فعملت لسبعة أشهر في مصنع الفاين، ثم جاء دعم جلالة الملكة رانيا العبد الله، حيث تم تعيينها كاتبة في مدرسة سمر الأساسية المختلطة، مشيرة إلى أنها واجهت خوفا من تنمر الطلاب والمعلمات، لكنها أثبتت للجميع أنها قادرة على إتمام عملها بدقة وسرعة.
وأضافت سعيفان، أن نظرتها تغيرت للأشخاص من ذوي الإعاقة التي كانت في السابق نظرة شفقة أو عطف، واصبحت نظرة مليئة بالوعي، مشيرة إلى أهمية الوعي بحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة وأهمية دمج التعليم لذوي الإعاقة في المدارس ودمج الطلاب بشكل جزئي أو كلي في الفصول الدراسية ورغم قسوة الحياة، ظلت لينا متمسكة بالتفاؤل، وتطمح للوصول إلى البرلمان للدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة وتوفير بيئة تعليمية ملائمة لهم وحيث أنها شاركت في مهرجان إبداع وكتبت خاطرة شبهت فيها الكرسي المتحرك ب الحبيب ، وحازت على المركز الأول، وهي مستمرة في كتابة الخواطر.
وأضافت أنها نالت تكريمات تقديراً لجهودها منها تكريم النائب خالد أبو حسان عام ۲۰۱۷ وتكريم في مهرجان إبداع بمركز البقاعي بالإضافة إلى تكريم من وزارة التربية والتعليم لدورها في دعم التعليم الدامج ، وتكريم مدير التربية د. محمد غزلان لجهودها في تهيئة البيئة التعليمية.
سعيفان صاحبة الوجه المبتسم والطاقة الإيجابية تحمل رسالة قوية للعالم أنا إنسان كسائر البشر في احترامي فلا تنظر في بنظرة شفقة أو عطف بل خذ بيدي لتصل إلى القمم إنها قصة عن الإصرار والقدرة على تحويل الصعوبات إلى نجاحات، وجعلها رمزاً للأمل والإلهام، والإصرار.