صدى الشعب – كتب أيوب أبوغريقانة
تعتبر منطقة العقبة واحدة من أهم المشاريع الوطنية الاستراتيجية في الأردن، وذلك نظراً لموقعها الجغرافي المتميز الذي يجعلها بوابة رئيسية إلى العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، ومن هذا المنطلق جاءت الرؤية الملكية الطموحة بانشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في عام 2001.
منذ انطلاق رؤية العقبة في عام 2001 كانت رؤية استشرافية للمستقبل ترتكز على تطوير العقبة لتكون مركزاً اقتصادياً ولوجستياً وسياحياً عالمياً يتمتع بمزايا تنافسية عالمية، يحظى هذا المشروع بدعم ملكي مباشر ومتابعة من سمو ولي العهد، حيث تسعى القيادة الأردنية إلى تحويل العقبة إلى محور اقتصادي إقليمي، يعزز من التنوع الاقتصادي ورافد مباشر ورافع للاقتصاد الوطني يحقق التنمية الشاملة والمستدامة، بهدف تحسين جودة الحياة والدخل الاقتصادي للأفراد، من خلال تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات المقدمة وتوفير فرص عمل مستدامة، وتعزيز منظومة التعليم وتحسين الرعاية الصحية.
ان العقبة شهدت المدينة نمواً ملحوظاً في مختلف القطاعات الاقتصادية بفضل الاستثمارات الضخمة، والتي تجاوزت مليارات الدولارات، تحولت العقبة إلى منطقة جذب رئيسي للاستثمار الأجنبي والمحلي، ارتفع عدد السكان بشكل ملحوظ من 70 الف نسمة ليصبح 220 الف نسمة واستُحدثت آلاف الوظائف التي وصلت الى ما يقارب 60 الف وظيفة، ما ساهم في تحسين مستوى المعيشة، وتطوير منظومة الموانيء التي اصبحت 12 ميناء متخصص يحتوي 30 رصيف، هذا لم ياتي من فراغ بل من عمل متواصل للادارات المتوالية حيث وضعت خطط طموحة على مدار 25 عام ، ما بين العام 2001 وحتى 2025، لتلبية احتياجات النهوض الاقتصادي والسياحي والاجتماعي، ما يعكس تحول العقبة إلى إنموذج ناجح للمناطق الاقتصادية الخاصة والاستفادة من تجربتها من قبل المناطق الاقتصادية على مستوى الاقليم .
العقبة اليوم تقدم مجموعة من الحوافز والفرص الاستثمارية المنافسة عالمية، ما يجعلها وجهة دولية للمستثمرين، حيث تقدم حزمة من الاعفاءات الضريبية والتسهيلات الهامة، لا سيما ان الاستثمارات في العقبة تمتد عبر قطاعات حيوية مثل الصناعة، السياحة، والنقل، والطاقة المتجددة، ما يبرز أهمية المشاريع الاستراتيجية التي تعزز من مكانتها كوجهة عالمية مفضلة، مرتبطة باتفاقيات التجارة الدولية ومذكرات التفاهم والروابط الاقتصادية التعاونية الدولية ساعدت في وضع العقبة على خريطة الاستثمار العالمية.
العقبة اليوم قصة نجاح مستمرة لم تكتمل بعد، تمثل جزءً حيوياً من رؤية الأردن المستقبلية، بان تكون منطقة جذب استثماري ووجهة سياحية عالمية ومدينة ذكية تواكب التطور العالمي و مركزاً اقليماً للريادة والابتكار ولتطوير وتنمية المهارات، حيث يعكس هذا المشروع الطموح الأمل في بناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة، ومنارة تساهم في تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية ومكانة الأردن على الساحة الدولية.






