ليندا المواجدة – صدى الشعب
في وقت ما تزال فيه نتائج امتحان الثانوية العامة “التوجيهي” تشكّل محطة مفصلية في حياة الطلبة وأسرهم، تؤكد الخبيرة التربوية الدكتورة يسرى الخريشا أن هذه المرحلة “ليست نهاية المطاف، بل خطوة ضمن مسار طويل من التعلم والحياة”. وتوضح الخريشا في حديثها لـ”صدى الشعب” أن التوجيهي، رغم كونه الابن الأكبر لنظام التعليم الأردني، لم يعد كما كان سابقًا نهاية مطلقة، خاصة مع التطويرات الأخيرة ومنها النظام الجديد الذي يمتد على عامين، والذي قد يخفف من الضغط النفسي ويتيح للطالب فرصًا أكبر للاستعداد.
وتشير الخريشا إلى أن مشاعر الفرح أو الخيبة أمر طبيعي بعد صدور النتائج، لكن الأهم هو إدارة هذه المشاعر بشكل صحي، وتنصح الأهالي بضرورة دعم أبنائهم والابتعاد عن المقارنات أو الضغط الزائد، لأن الهدف ليس فقط تحقيق العلامات، بل بناء شخصية واثقة وقادرة على مواجهة الحياة.
وتضيف أن الوصول إلى نقطة وسط بين رغبة الطالب وطموح الأهل يحتاج إلى حوار مفتوح مبني على فهم قدرات الطالب وميوله، بدلًا من فرض مسار قد لا ينسجم مع شخصيته.
وترى الخريشا أن التوقف لمدة سنة قبل دخول الجامعة – إذا استُثمر بشكل صحيح – يمكن أن يكون مفيدًا، سواء في اكتساب مهارات جديدة أو خوض تجارب عملية أو المشاركة في دورات تدريبية، مما يساعد الطالب على اختيار تخصصه بثقة أكبر.
كما تؤكد أن التعليم الأكاديمي ليس الطريق الوحيد للنجاح، فهناك خيارات التدريب المهني، والدورات التخصصية، والمشاريع الصغيرة التي قد تحقق للطالب مستقبلًا واعدًا لا يقل أهمية عن الشهادة الجامعية.
وبالنسبة للطلبة الذين لم ينجحوا أو أعادوا التوجيهي، تشدد الخريشا على أن الإخفاق ليس نهاية العالم، وأن مواجهة المجتمع بثقة، وإعادة المحاولة أو تغيير المسار، قد تفتح أبوابًا لمستقبل أفضل. وترى أن المدرسة والمعلمين وأسلوب التعليم يلعبون دورًا حاسمًا في صياغة قرارات الطالب الأكاديمية والمهنية، وأن البيئة الإيجابية والمحفّزة تترك أثرًا طويل المدى على ثقته بنفسه وخياراته. واختتمت الخريشا رسالتها للطلاب قائلة: “اعلموا أن مستقبلكم لا تحدده نتيجة واحدة، بل تحدده إرادتكم، سعيكم، وقدرتكم على التعلم من التجارب. كونوا أنتم أصحاب القرار في حياتكم، وابدأوا اليوم ببناء غدكم بخطوة واثقة.






